أثناء دورة كأس العالم التي ستنتهي اليوم في قطر: توقفت حروب، وسويت خلافات، وجمدت ملفات ساخنة بشكل مؤقت، منها الملف اليمني والليبي واللبناني والنووي الإيراني وغيرها؛ تم وضعها في الفريزر وتجاهلها الإعلام ومُنِحَ محاربوها استراحة قصيرة بغير إرادتهم، ليعاد فتحها وتحريكها بعد انتهاء المونديال.
هذا يؤكد أن أصابع السياسة هي من تحرك بيادق الرياضة. أتحدث هنا عن صناع السياسة الدوليين والإقليميين. أما أحزابنا ومجالسنا الرئاسية والانتقالية والسلالية، وأمثالهم في ليبيا وسوريا ولبنان والعراق، فهم مثل غيرهم من متابعي المونديال، ينتظرون كما تنتظر شعوبهم المغلوبة: ماذا بعد المونديال؟!
سينتهي مونديال قطر، كما انتهت المونديالات السابقة، سيذهب الأوربيون واللاتينيون بالكأس والميدياليات، فهم أهل الفيفا وملاكها، والفيفا ناديهم الحصري، أما بقية قارات العالم فليست مشاركتها في المونديالات إلا لتكملة العدد. وهذه نقطة تحتاج إلى بحث طويل ليس هنا موضعها.
سيذهب هؤلاء بالكأس، ونعود نحن إلى ملفاتنا الساخنة، التي ستفتح بالتأكيد وتعود إلى واجهة الأحداث، وقد يكون بشكل أقوى من السابق.
كل ما أتمناه: أن نعود إلى ملفاتنا، ونحن أكثر واقعية وأكثر حرصا على الخروج بشعوبنا بأقل الخسائر الممكنة، فلعل استراحة المونديال الإجبارية علمتنا أشياء من تلك البرغماتية التي لم تسلم منها حتى الرياضة!