تابعت ردود الأفعال المختلفة، التي أحيطت بعملية التبديل في مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، خلال مباراته الأولى أمام نظيره السعودي، برسم منافسات بطولة خليجي 25، المقامة حاليًا في البصرة العراقية.

اتضح جليًا أن بعضهم كان يبحث عن "جنازة"، ليشبعها لطمًا وينصب حولها خيام العزاء، بل ويفجر أُعين الرثاء والإشفاق بمحيطها، بصورة لا تمت للحقيقة بصلة، وبداعي حب الوطن والدفاع عن سمعته، بينما الواقع يؤكد أن كل تلك الضجة المفتعلة المقصود بها اتحاد كرة القدم ورئيسه الشيخ أحمد العيسي على وجه التحديد، والانتقاص من المجهود الكبير والعمل الجبار الذي يبذله في سبيل إعداد وتجهيز المنتخبات الوطنية، وحرصه على حضور اسم اليمن في مختلف المسابقات العربية والقارية، على الرغم من الظروف المحيطة والأجواء المحبطة.

ندرك أنه في غمرة المغالطات التي دأب بعضهم على الترويج لها، تهدر الكثير من قيم (الصدق) وتطمس الحقائق ومعانيها الجميلة، ويطل الحقد بوجهه الشائن البغيض، تمامًا كما تم التعاطي مع عملية التبديل للاعبي المنتخب التي تم الحديث عنها على غير حقيقتها، والعملية لا تحتاج إلى ميكروسكوب لاكتشاف ما حصل فيها، إذ إن الكاميرات قد أوضحت أن العملية كانت مجرد "تبادل"، وليس "استعارة"، لكن، الأعين المغمضة لا ترى إلا الظلام أو ربما أعشاها ضوء النهار.

نعلم أيضًا، أنه قد يتعمد شخص ما، قلب الحقائق والوقوف ضد الواقع، بداعي الانتقام والتشهير والنيل من اشخاص أو كيانات ويسعى إلى ذر الرماد في العيون عنوة؛ لأنه في الغالب لا يرى إلا نفسه ولا يسمع إلا منطق لسانه، لكن، أن يلغي المرء عقله ويتخلى عن حدسه ويصدّق أن اللاعب لم تكن لديه كسارات وأن الاتحاد عجز عن توفيرها، فتلك مصيبة كبيرة وعدوان على المنطق، على اعتبار أن الاتحاد قد صرف مئات الآلاف من الدولارات على المنتخب قبيل مشاركته الخليجية هذه، وملايين منها في مناسبات سابقة كثيرة. هؤلاء بكل تأكيد تناسوا أن الحقيقة تسير دائمًا إلى الأعلى وتزحف إلى الأمام.

بمقدور رُجل الاتحاد الأول الشيخ "أحمد العيسي"، إن يضع رجلًا على أخرى، أو أن يرفع شعار "لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم"، ويغني مع الآخرين "وأنا مالي"، كما يفعل الكثير، لكن لأنه قد ارتضع حب الوطن وتعلّم قراءة اسمه في وجوه البسطاء، أبى إلا أن يكون في مقام الجميع وتحمل على عاتقه طوال سنوات الحرب وما قبلها (هم) مشاركة منتخبات الوطن المختلفة دون انقطاع، وتلك مزية ينبغي احتسابها لصالح اتحاد العيسي، لا عليه، في زمن خلت فيه الساحة إلا من المهرجين والنصابين وأكلة السحت.

وبغض النظر عمّا ستؤول إليه نتائج المنتخب في كأس الخليج الحالية، إلا أن الحرص على مشاركته وعدم انقطاعه، في ظل ظروف قاهرة وغياب كل أشكال الدعم والمساندة، بما في ذلك تجميد دعم الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، تبقى نقطة مضيئة في سجل الاتحاد وعناصره، ذلك لا يلغ حقيقة أن هناك بعض الأخطاء الإدارية التي تحتاج إلى سرعة المعالجة والوقوف عندها لإصلاح الاعوجاج فيها.