ماجد الداعري
ماجد الداعري

هل يسير الجنوب في ذات الطريق الآمن لدولة فلسطين الغائبة!؟

استوقفني رجل بالخمسينات،أمس الأول، وأنا أسير مترجلا وسط حر الظهيرة،امام مطعم زكو بقلب كريتر عدن، وسألني بعد أن تبادلنا السلام والتحية:

صحيح معين رجع عدن؟ 

- نعم عاد مع مرافقيه وبعض الوزراء

 

طيب والانتقالي ايش موقفه؟

- رافض لعودته ومازال متمسكا بطلب اقالته وإجراء تغيير بحكومته الفاشلة َوالغارقة بالفساد والعجز والشلليلة المارقة.

 

وكيف عاد إذن.. ولماذا لم يمنعه من العودة إلى معاشيق وهو الحاكم لعدن

 

- لأن الشقيقة الكبري على مايبدو اتقفت مع حليفتها الأولى الإمارات على عودته وتأمينه وحمايته بالمعاشيق بقوات من التحالف

 

اه...طيب وكيف رئيسنا الزبيدي يمكنا خطابات ووعود وأمنيات وتعهدات بأن يسير بنا في طريق آمن لاستعادة الدولة الجنوبية ويبدو أنه يسير بالجنوب فعلا على خطى ضياع ياسر عرفات أبو عمار لدولة فلسطين منذ أكثر من سبعين عاما، بعد ما كان يطلق على الفلسطينين ذات الشعارات المتعلقة باستعادة الدولة الفلسطينية عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن بوصف ذلك هو الطريق الآمن لذلك، وبالاخير مات ولم يستعد دولة ولا حتى حافظ على ماكان تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح من اراض فلسطينية!

 

-قاطعته.. طيب وماذا بيده ليعمل يارجل، وانت تعرف تعقيدات الازمة وطبيعة الوضع المكهرب وعدم إمكانية القيام بأي مغامرة لخسارة السعودية أو الإمارات في هذا التوقيت كونه لا يصب في مصلحة الجنوب وقضيته.

 

يقاطعني غاضبا مستاءا وهو يتصبب عرقا: ومن قال لك أيها الصحفي الهمام، ان على من أراد انتزاع استقلال دولته ان يربط قراره الوطني بالخارج او ان يرهن مصير شعبه برضا دولة هنا عنه أو ينتظر قبول دولة هناك لمشروعه الوطني

ومتى كانت هناك دولة استقلت بدعم من هذه الدولة او تلك وليس بإرادة وطنية من شعبها واستقلالية وطنية من قادتها الأحرار؟!

 

-سألته والحل إذن ياصديقي؟

 

اجابني سريعا.. الحل يكمن في تمرد الانتقالي على كل من يعيق طريقه نحو الاستقلال والضرب بالمصالح الشخصية عرض الحائط الوطني، والسير بكل تجرد نحو فرض دولة الأمر الواقع جنوبا وعدم التفكير المسبق بأي عواقب لذلك، مالم فان قضية جنوبنا ستتحول الى نسخة أخرى من قضية ضياع الدولة الفلسطينية غير المتعرف بها في اي دولة أوربية او غربية رغم قرارات مجلس الأمن والاجماع الدولي، الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، بينما نحن مانزال بعيدين عن أي اعتراف دولي ولو ضمني بدولة الجنوب، وبما فيها أقرب الدول التي تتحكم اليوم بنا وتفرض مصالحها علينا وعلى حساب قضيتنا الوطنية الجنوبية الجامعة واولوياتها السياسية.

 

لنفترق بعدها امام ابو الليم حيث واصل هو سيره بصعوبة عرجته في شارع الزعفران، بينما اتجهت انا نحو الشارع الخلفي وكلي أفكار واسئلة عن الطريقة التي يمكنني بها إيصال أفكار هذه الرجل إلى القائد الزبيدي وقياداتنا الجنوبية الموقرة، واختصارها بأن هناك من وصل به القلق من تحول قضية الشعب الجنوبي إلى نسخة من قضية فلسطين المحتلة منذ قرابة سبعين عاما ولا أمل يلوح بإمكانية اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة التي كان الزعيم الفلسطيني المناضل ياسر عرفات يعد طيلة حياته ونضاله باستعادتها عبر الطريق الآمن قبل أن يموت مسموما بظروف غامضة وهو مازال ينشد تلك الطريق الآمن لاستعادة فلسطين المحتلة.

 

فهل يسير الجنوب في الطريق الآمن على خطى فلسطين؟!

#ماجد_الداعري