تابعت لقاء رئيس الوزراء ، د . احمد عوض بن مبارك ، مع قناتي عدن واليمن ، وما يهمني هنا هو حديثه عن قطاع الكهرباء ، فلقد أكد رفضه لكل الحلول الترقيعية ، ووقفه لنزيف المال المهدر على الوقود وبنسبة تراوحت بين ٣٥ - ٤٠ ٪ ، علما أن الطاقة وعلى سوءتها استنفدت ٣١ ٪ من إجمالي الموارد .
تحدث أيضا عن توجهات وطموحات ورؤى بشأن معالجة جذرية لأزمة الطاقة وحددها بثلاثة محاور رئيسة هي الإنتاج والتوزيع والتحصيل ، لافتا لأن هناك جهود تبحث وتدرس وأخرى تعمل عليها الحكومة مع الأشقاء والأصدقاء لأجل الاستثمار في مشروعات طاقة حيوية بالغاز أو بالرياح .
شخصيا وبكوني مواطنا من هذه البلاد ، واحسب ذاتي لحقبة الألفية الثالثة بعد الميلاد ؛ فإنني لا أطلب من الرئيس العليمي أو مجلسه الرئاسي ومن الحكومة غير مشروع كهرباء ، فهل هذا كثير علينا ؟ .
نعم ، مشروع حيوي وطموح وشامل يوقف هذا العذاب ، ويوقف هذه الانقطاعات ، ويلبي كامل الحاجة للطاقة ، ويتجاوز وبشكل نهائي أزمة الكهرباء القائمة منذ سنوات .
سمعنا من الشكوى والتذمر بما فيه الكفاية ، ونريد حلولا جذرية ناجعة ، وهذا الحل لا يكون بالادوات والأساليب والمحطات القائمة ، وانما بمشروع متكامل وشامل .
وهذا المشروع يعالج أزمة الإنتاج والتوزيع والتحصيل ، فلا تقتصر المسألة على القدرة التوليدية وانما ايضا هناك حاجة لتحديث الشبكة واعتماد نظام البطاقة الذكية في عملية تحصيل قيمة الطاقة المباعة للمستهلك .
بلادنا كانت قدرتها التوليدية تضاهي ماليزيا ١٠٠٠ ميجاوات ، قبل ٣٤ عاما ، الان ماليزيا أين ونحن أين ؟ لم نستطع الحفاظ حتى على ١٠٠٠ ميجا ، إذ تقلصت الطاقة إلى أسفل سافلين ، الان نتحدث عن ٣٥٠ ميجا ، وغير متوفرة .
طيب دولة يمنية ولا تملك طاقة تماثل ما لدى شمال الصومال الدولة التي لم يعترف بها أحد . والله الإنسان العادي يخجل من نفسه عندما يعلم ان طاقة الحرم المكي أكثر من طاقة دولة وعاصمة .
ومن لا يدري فطاقة الحرم تعدت ال ٥٠٠ ميجا وات ، ٤٠٢ عاملة و ٧٧ ميجا احتياط ، ناهيك عن محطة تكييف المياه بطاقة ١٢٠ الف طن تبريد ، مع إمكانية اضافة ٤٠ الف طن .
لا نريد مسؤولين يبررون فشلهم ، نريد مسؤولين يحترمون واجبهم . كما لا يجوز التعلل بالامكانيات ، فما ينفق الان على شراء الوقود ، وكذا على الطاقة المشتراة لهو كافي لإنشاء محطات توليد وإصلاح منظومة الكهرباء وبشكل نهائي . مللنا من هذه الأعذار والحجج ، سئمنا من الاسطوانة المتكررة : نفد الوقود ، انهارت محطات التوليد ، دخلت سفينة ميناء الزيت وووالخ . سنتحمل ونصبر يا رئيس الحكومة ، وننتظر منكم بالمقابل فعل ينهي مأساة إنسانية يتجرع ويلاتها أطفالنا وشيوخنا ونسائنا ومرضانا ، بل وكل انسان يعيش في هذه البلاد..
محمد علي محسن