لم تأت بالحوثي لحكم عاصمة وقلب اليمن مسائل علمية شرعية روجها بين الناس فقط بل الذي جاء به أساساً تخاذل ومكايدات الساسة وتربص الخارج وتدخله، والا فقد كانوا أقلية مستضعفة حد تعاطف أحزاب المعارضة وساحات الثورة معهم تارة، واستخدام الرئيس السابق لهم أخرى ظناً منه انه باستخدامهم سيؤدي رقصة أخيرة على رؤوس الثعابين كما تعود ..
الحوثي ظل يحاصر قرية صغيرة اسمها دماج لأشهر ولم يستطع دخولها الا بعد تدخل الخارج الذي فرض على أهل دماج الخروج، وكل التمكين الذي حصل معه لاحقا هو بسبب الحضور والدعم الإيراني وأخطاء قيادة المعركة التي توزعت بين سوء قيادة الشرعية وسوء إدارة التحالف للمناطق المحررة وادخالها في اشكاليات لم يستفد منها أحد كاستفادة الحوثي وتمكنه في مناطق سيطرته ..
للانتصار على الحوثي علينا تقوية أنفسنا بأسباب القوة الأساسية المتاحة للجميع وليس بقضايا نخبوية لاتزال تثير خلافاً وجدلاً منذ ١٤٠٠ سنة ولم يصل المسلمون فيها إلى اتفاق، على الساسة العودة لأرض الوطن والتجذر فيه والتخلي عن العيش الرغيد بالخارج، وعلى شيوخ القبائل الالتصاق بمجتمعاتهم وحل مشاكلها وتقاسم المعاناة معهم لتكون لهم الكلمة المسموعة، وعلى العلماء وقادة المدارس الفكرية والشرعية الاهتمام باحتياجات الناس والتفاعل معها وتوجيه المجتمع لا الانزواء في الخارج او في مراكز منعزلة ..
لست ضد المراجعة الفكرية لأي مسألة لكن هذه قضايا علمية إسلامية ليست قضية الوطن اليمني فقط، و للمراجعة الموضوعية شروط منها ألا تكون مراجعة في ظل حرب أو ظروف ضاغطة بل مراجعة علمية هادئة منحازة للحق بعيدا عن المؤثرات، اما الحرب فلها خطاب اعلامي ضد العدو يستغل الهفوات والأخطاء الواضحة له ويبينها لعامة الناس، وما أكثرها لدى قيادات الحوثيين قليلي العلم والخبرة السياسية والحضور المجتمعي ..!
يبدو أن العيش بالخارج وخلف مكاتب وأجهزة كمبيوتر جعلت البعض يركن إلى أن المعارك الفكرية من الخارج هي الحل فقط بينما هي جزء او عامل فقط من العوامل إلى جوار العامل الأساس التواجد في الواقع معايشةً لمعاناته وتأثيراً فيه .. . . علي سعيد الأحمدي ١٧ ذي الحجة ١٤٤٥