كتب|| مصطفى منيغ
ما اسْتَطاعَت لا يعني أنها عن توجيه أي ضربة تَخًلَّت ، ولكن سِباقاً مع التَّحضيرِ على نفسها أيّ تقديرٍ خَاطِئٍ منَعَت ، ولروسيا دَخْل مباشر فيما يحصل بما عَلِمَت ، عن كارثةٍ قد تصيب إيران مِن تعاون الكثيرين عليها إن تَحَرَّكَت ، يقودها انفعال في غير محلِّه ينتهي باستعراض العضلات ليخبُو ذاك المظهر لمثل أحداث عابرة صَنَعَت ، وكأنَّ الآخرين لا يتوفَّرون مُسبقاً عمَّا فيه فكَّرَت ، فتلك مرحلة مضَى النسيان في نسيانها حتى تَبدَّدَت ، في القيام بما يوهم امتلاك جبروت القوى والواقع عكس ما لتلك الحِيل بعض دول لَجَأَت ، اليوم هناك آلات تُطلِع مَن بحوزته على أدقِّ التخطيطات مهما الأطراف المتحاربة في وضعها وإخفائها تَفنَّنت ، وبخاصة المطابق على إيران المخترقة قيادتها من أعلى إلى أسفل من طرف جهاز الموساد كما بالأمر على لسان بعض كبراء ضباطها الأمنيين اعترَفت ، بدليل اغتيال ضيفها الراحل إسماعيل هنية بكيفية مرَّغت سيادتها في الوَحل وعلى ما تترقَّبه كأسوأ مِن سابِقِهِ ساهَمَت ، إذن تأخير الضربة الانتقامية التي بها صرَخَت وزمجَرت وبتدمير إسرائيل قَصَدَت ، صادِر عن عجزٍ في استقبال ما يلحقها مِن أضرار مؤكَّدةٍ فالولايات المتحدة الأمريكية غير تاركة إسرائيل تلقَى جزاء ما ارتَكَبَت ، لمشاركتها المباشرة في كل الوقائع المؤسفة الأليمة بها القِيم النبيلة الإنسانية ومنها السلام لحدٍ ما ضاعَت ، طبعاً التأخير لم ولن يعفي الإسرائيليين من تنغيص حياتهم بل مخاوفهم مما سيأتي كالقلاقل عن المألوف زادَت ، وكل المجالات المرتبطة بالتسيير العام لذاك الكيان سياسياً اقتصاديا تحيا أزمات خانقة لو استمرَّت لأمدٍ ما بالكامل انهارَت ، ممَّا فكَّر نتنياهوا لاستخراج إسرائيل من حالة قد تعجِّل في خلق تدافع مجتمعي ناشداً اللجوء لخارج جغرافية ذاك البلد وكأنّ مخلفات الهزيمة الشاملة الحاصلة آجلاً أو عاجلاً في الأفق القريب بشائرها بَدَت ، فكًّرً في توجيه غارة استباقية تحتِّم آنذاك على إيران ولوج الحرب مهما لذلك كَرِهَت ، لإدراكها (بفضل روسيا) عدم قدرتها آنياً على المواجهة الممتدَّة زمنيا لما مِن خسائر تُصاب بها بدقة هذه المرة لمخاطرها الفادحة حسبَت ، أذرعها الوقائية لن يعود لها تأثير أمام استعداد الثلاثي العربي (السعودي الإماراتي البحريني) المتبوع بالتأييد المطلق لبعض دول الاتحاد الأوربي وكذا المملكة المتحدة وفي مقدمة الجميع أمريكا مهما الظروف بالموضوع أقحمَت ، وتبقى القضية المحورية في يد الفلسطينيين بعد التحام المناضلين المكافحين المجاهدين بعضهم بعضاً لتتم بما الأهداف القاعدة الأساسية تعزَّزت ، بعودة "فتح" تحمِل مسؤولياتها بما رأته انحراف إسرائيل عن حلِّ الدولتين ولكل المبادرات السلمية نَسفَت ، لتتشابك الأذرع الفلسطينية الشريفة مهما في الضفة الغربية أو قطاع غزة كانت ، اعتمادا على خالقها والخافق في صدورها النابض بإرادة لا تُقهر وعزيمة لا تعرف سوى التقدم دون الفرار لتحقيق بالعرب القادة أو دونهم ما أرادت .