أقلام حرة
أقلام حرة

نجاح وزارة الأوقاف في إدارة موسم الحج : قصة تحدٍ وإصرار

كتب : غازي المفلحي

في قلب الأحداث والتحديات التي تعصف باليمن ، تبرز بين الحين والآخر قصص نجاح تعكس قدرة الإنسان اليمني على مواجهة الصعاب وتجاوز الأزمات.  واحدة من هذه القصص كانت نجاح وزارة الأوقاف اليمنية في إدارة موسم الحج للحجاج اليمنيين، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. فرغم ان اليمن يعيش أزمات متتالية وحربًا مستمرة منذ سنوات، لم يمنع ذلك وزارة الاوقاف من أداء واجبها تجاه واحدة من أقدس الفرائض الإسلامية وان تحمل على عاتقها مسؤولية تنظيم هذا الحدث السنوي حيث تمكنت في موسم  1445 من تجاوز العقبات التي لا حصر لها ، بدءًا من التحديات الأمنية واللوجستية وصولاً إلى التحديات الإنسانية والاقتصادية التي ترزح تحت ثقلها اليمن .  إن إدارة موسم الحج في ظل الظروف العادية مهمة ليست بالهينة، فهي تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين مختلف الجهات وضمان سلامة وراحة الحجاج ، ولكن عندما نتحدث عن اليمن ، فإن الأمر يتطلب ما هو أكثر من ذلك. فالوزارة كانت بحاجة إلى تحقيق معادلة دقيقة بين ضمان سلامة الحجاج وتوفير خدمات لوجستية عالية الجودة ، مع الحفاظ على روحانية الفريضة التي يحرص عليها كل حاج. ومما يثير الإعجاب في هذه القصة هو قدرة الوزارة على توظيف كافة الإمكانيات المتاحة ، والتعاون مع الجهات المحلية في القطاعين العام والخاص وكذلك الجهات السعودية لضمان نجاح الموسم وقد تم ذلك من خلال إجراءات تنظيمية دقيقة ، تضمنت تقديم الدعم والمساعدة للحجاج في كافة مراحل رحلتهم، بدءًا من مغادرتهم اليمن وحتى عودتهم سالمين إلى أرض الوطن. ففي حين نسقت الوزارة مع الوكالات لتقديم التغذية للحجاج طيلة الموسم بمستوى لائق حرصت على تقديم خدمة النقل بمستوى راقي وبأحدث وسائل النقل المتاحة كما تابعت اداء الوكالات في تقديم خدمة التطبيب والعلاج للحالات التي احتاجت اليها وايضا قيام الوكالات بتوفير المرشدين الدينيين لتوجيه الحجاج ومساعدتهم على أداء مناسكهم بالشكل السليم المطلوب .  ان هذه الجهود لم تكن مجرد عمل إداري، بل كانت تعبيرًا عن التزام عميق بالواجب الديني والوطني. ومن اللافت أن هذا النجاح جاء في وقت يشهد فيه اليمن أزمة إنسانية من أكبر الأزمات في العالم ، ما يعكس إصرار وزارة الأوقاف وقيادتها على تحقيق النجاح رغم كل التحديات. وقد أدركت الوزارة أن نجاحها في إدارة موسم الحج هو ليس فقط نجاحًا لليمنيين ، بل هو رسالة للعالم أجمع بأن اليمن ، رغم جراحه ، ما زال قادرًا على العطاء وتحقيق الإنجازات.

وربما يكون هذا النجاح أيضًا بمثابة تذكير بأهمية الحفاظ على المؤسسات التي يجب ان تستمر في عملها في ظل الأزمات ، لتسهم في توفير بصيص من الأمل والطمأنينة للمواطنين. فالحج ، بالنسبة للكثير من اليمنيين ، هو فرصة للسلام الداخلي والتواصل مع الله بعيدًا عن صخب الحرب والدمار.

في الختام ، يمكن القول إن نجاح وزارة الأوقاف اليمنية في إدارة موسم الحج لهذا العام هو انتصار لإرادة الحياة على الموت ، وللإيمان على اليأس ، إنه دليل على أن اليمن ، بكل ما يعانيه ، ما زال يملك القدرة على تنظيم أموره وإنجاز مهامه بإتقان ، وهو ما يمنح الشعب اليمني الأمل في مستقبل أفضل.