أستمر في البحث عنك وسط هذه الليالي الحالكة و الطويلة. أفتش عنك في صفحات الطفولة و تلك الأحلام التي سحقتها قسوة الواقع.
هل يُسمح لي بأن أحقق أحلامي في هذا الوطن؟ هل يُعطى لي الحق في أن أعيش كما يعيش الآخرون؟ أيسمح لي بالتعبير عما يجول في داخلي و إفراغ مشاعري؟
أيها النبيل،
لا زلت في حيرة من أمري، أفكر في حقيقة وجودك الفعلي و تلك الفرضيات التي بنيت عليها كل شيء.
ألم تخبرني، عندما التقيت بك للمرة الأولى، أنك ستغادر عالمنا خلال فترة لا تتجاوز 13 يومًا؟ و أنك ستأخذني معك، لتنزع فؤادي من هذا الجسد النحيل، ليظل محاطًا بهدوئك إلى الأبد؟ ألم تعدني بأنك ستأخذني إلى كوكب خالٍ من النفاق و المصالح، حيث لا مكان للكفر أو الخداع؟
أيها النبيل،
أود أن أعبر لك عن استمراري في الانتظار. و لكنني أرى أنه من الضروري الإشارة إلى الفروق الواضحة بيننا و بين تلك الطبقات التي تتميز بالترف و المكاسب المفرطة. فهم يعيشون في حالة من النقمة، بينما نحن، كنواة من الفقراء، نتمتع برغد العيش و نعمة الحياة. إننا، على الرغم من ظروفنا، نتفوق عليهم و نحقق النجاح في مختلف جوانب الحياة.
أيها النبيل،
أرغب في أن أبادر بإخبارك عن شعور يخالجني كل ليلة، إذ يؤرقني تقصير لا أستطيع تجاهله. لا أملك شيئًا في هذا العالم لأقدمه لك بعد أن منحتك جزءًا من روحي و قلبي.
و مع ذلك، فإنني أمتلك شيئًا واحدًا يمكنني أن أقدمه؛ ألا و هو حبي و إخلاصي، مشاعري الصادقة لك. إنه الحب الذي يظل أغلى ما يمكن أن يقدمه إنسان بسيط.
أنا، أيها النبيل، كاتب فقير، لا أملك سوا قلمي و قنينة ماء تهتز بفعل حرارة ليالي عدن الصاخبة. و لكن هناك حكاية طويلة تنتظر أن أرويها لك، و حدث عابر أترقب فرصته في صنعه.
و تقبل تحياتي..!
#محمد_مقبل_ابو_شادي