من المعلوم أن «شبة الجزيرة العربية»، هي الموطن الأول للإسلام والرسالة المحمدية، و مهبط آخر الرسالات السماوية على الأرض، من بين تلافيفها خرج النور الذي أضاء العالم، و من بين تجاعيدها الندية بزغ الفجر الذي أنار مشارق الدنيا و مغاربها.
بعد سقوط دولة المماليك على أيادي الغزاة من «آل الغازي التركي عثمان آر طغول»، و التي كانت لفترة من الفترات خط الدفاع الأول عن الإسلام في مصر و الحجاز و الشام و اليمن، و تصدت لمحاولات (البرتغاليين و الأوروبيين) و حملاتهم البحرية التي انكسرت في الجزيرة، و مصر، و الشام، و شمال إفريقية، و اليمن.
اليوم و أنت تنظر إلى خريطة الوطن العربي بتمعن، ستجد أن الجزيرة العربية في طريقها إلى التشيع القسري، و ارتداء العمامة التي فصلها لها الغرب، و يحاول -الإيرانيون- و مليشياتهم تنفيذها.. إنظروا إلى العراق، حتى العام 2003 للميلاد، كانت واحدة من خطوط الدفاع القوية عن الهوية العربية الإسلامية السنية، بغض النظر عن التباينات الداخلية و الخلافات التي حدثت في مرحلة ماء.. سورية و لبنان أصبحت تحت حكم و سيطرة الشيعة من مليشيات «الأسد» و «نصر الله».. و هناك أقليات شيعية في «المملكة» و «البحرين»، تنتظر الفرصة ليتردي رجالها العمائم السوداء، و يخرجون إلى الشارع رافعين صور (الخميني) معلنين عودة امبراطورية يحلمون بها قد عفا عليها الزمن .. عُمان، بموقعها الإستراتيجي الهام، أصبحت شيعية، و لكن على استحياء.. و ذات «صنعاء» حسناء بهية، أصبحت اليوم ترتدي قبح الكهانيت القادمين من خلف أسوار التاريخ، لتعلن «المسيرة» أن صنعاء، أصبحت رافضية للعلن. و هناك في بلاد أولى القبلتين، في «فلسطين» حيث تنتشر حركات و فصائل ما يسمى المقاومة المدعومة من إيران، و التي يستخدمها نظام العمائم لتنفيذ أهدافه الخبيثة بعيدًا عن أكذوبة الدفاع عن القدس و يافطة محاربة إسرائيل. على ظفة الوجع الأخرى.. سيعلن النظام الأردني «الهاشمي» الحاكم في «عمَّان» الولاء لنظام العمائم، إذا ما كان هناك من صحوة عربية واحدة لوأد المشروع الصفوي الإيراني في الجزيرة و الشام و شمال إفريقية و اليمن. هناك أيضًا، ثمة يد خمينية طولى، تحاول اللعب في المغرب، و مصر، و شمال إفريقية. على ضفة البلاد الشرقية، حيث مليشيات تنظيم «حقاني» في أفغانستان، و حركات تشيع جديدة أصبحت على مسافة واحدٍة مشهد أجهزة الإستخبارات الباكستانية الخمسة، المصنفة على قائمة أقوى أجهزة الإستخبارات في العالم، أن لم يكن ال «آي إس آي» هو أقواها فعلًا.
نجح الماسونيون في تشظية العقيدة الروحية السنية، التي أصبحت تتجاذبها الولائات العرقية، و تسيطر عليها الأجنحة الراغبة في ديمومة ملكها في غالبية الأحيان.. ليتحول التباين الذي وجد نتيجة ضعف الإمارات الإسلامية في الفترة الزمنية التي أعقبت الحكم الأموي، و المراحل التاريخية التي تزامنت مع عصر «النهضة الأوربي» كما يحلو لهم تسميته. و بالتالي، أصبح التباين الداخلي في مذاهب رجال الدين من السنة سببًا محوريًا من أسباب انتشار مظاهر التشيع الذي ظهر كأقلية و دعوة في الوطن العربي في بداية الأمر، و أصبح اليوم قوة عسكرية و كيانًا يسيطر على الحكم في كثير من البلدان.
ما يتطلب اليوم على ما تبقى من دول و أنظمة سنية عربية إسلامية في الجزيرة و شمال إفريقية و آسيا، هو إيجاد فكرة جامعة لفهم واقع الصراع الديني الجغرافي، فالفصل بين الصراع الدائر عقائديًا و جغرافيًا سيمهد الطريق لمزيدًا من مظاهر التشيع و سنشهد خريفًا إسلاميًا تزينه العمائم، و تسيطر عليه المليشيات...!
#محمد_مقبل_ابو_شادي