أقلام حرة
أقلام حرة

نكبة 21 سبتمبر… اليمنيون يستذكرون شواهد عقد كامل من العبودية الحوثية

بقلم/ مصعب دبوان

في مثل هذا اليوم، 21 سبتمبر/ أيلول 2014، يستذكر اليمنيون تعرض بلادهم لأسوأ نكبة في تاريخها الحديث، حينما انقلبت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على النظام الجمهوري في اليمن حيث ساموا اليمنيين سوء العذاب طيلة عقد كامل، وأعادوا عنصريتهم ومنهجيتهم التجويعية بما هو أشد.

 

يستذكر اليمنيون، استهداف مليشيا الحوثي للمناطق السكنية ومخيمات النازحين بالصواريخ البالستية وقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة والطائرات المسيّرة (إيرانية الصنع)، وأعمال القنص التي تستهدف الأطفال والنساء بشكل مباشر، لمنعهم من الوصول إلى مزارعهم ومراعيهم وآبار المياه، علاوة على حصار المدن وإغلاق الطرق المؤدية إليها، كنوع من العقاب الجماعي.

 

يستذكر اليمنيون جمعهم أشلاء أطفالهم ونسائهم وأحبائهم بعد أن مزقتها الألغام المزروعة في الطرقات والمزارع وحول آبار المياه والمنازل، وفي أماكن رعي المواشي، في وقت يستحضر المشهد اليومي بشكل إجباري لتلك الجرائم أثناء مشاهدة من فقدوا أطرافهم وباتوا يعانون من إعاقات دائمة، وبحاجة إلى من يساعدهم في اعالتهم وتحركاتهم.

 

في مثل هذا اليوم، يستذكر اليمنيون، يوم شرعنت المليشيا الانقلابية الإرهابية، نهب كامل إيرادات موانئ الحديدة، والمنافذ الجمركية المستحدثة في مداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وأموال المودعين في البنوك التجارية الخاصة، وضرائب شركات الاتصالات والشركات التجارية والمحال وغيرها.

 

يستذكر اليمنيون، تسريح مليشيا الحوثي الإرهابية، آلاف الموظفين من أعمالهم لمجرد أنهم عجزوا عن حضور الدوام بسبب عدم توفر أجور النقل إلى مقار أعمالهم، في الوقت الذي ترفض هذه المليشيا دفع مرتباتهم لأكثر من سبع سنوات، في الوقت الذي شرعنت لنفسها (قانون الخُمس) العنصري، واتاوات وجبايات يدفعها المواطنون قسراً تحت مسميات عديدة.

 

يستذكر اليمنيون، تدشين حقبة من الخدمات الحكومية المفقودة، وخصخصة المؤسسات الحكومية، بينها الكهرباء على سبيل المثال، واستثمار المباني ومحطات توليد الطاقة لصالح قيادات مليشيا الحوثي وبيعها للمواطنين بأسعار تجاوزت عشرة أضعاف ما كانت عليه، ومثل ذلك مصانع الأسمنت والبقوليات في عمران والحديدة وتعز وغيرها، حد حرمان العاملين في تلك المؤسسات من أبسط حقوقهم.

 

يستذكر اليمنيون، تهريب مليشيا الحوثي الأدوية والمبيدات المحظورة، وقتل اليمنيين بالمئات، دون يرف لها جفن. يوم نهبت المساعدات الدولية لتشغيل القطاع الصحي، واحتكرت عشرات المشافي والمراكز الصحية المدعومة لصالح قياداتها وعناصرها، دون وازع ديني أو أخلاقي.

 

فماذا عسى الشعب اليمني يستذكر من محاسن في مثل هذا اليوم من النكبة. يكفي فقط لو استذكرنا أن هناك أكثر من خمسة ملايين يمني نزحوا من ديارهم، بينهم أكثر من ثلاثة ملايين نازح لا يزالون حتى اللحظة يفترشون عراء قيعان محافظة مأرب في مخيمات لا تقيهم موجات الحر والبرد وزخات الأمطار، إمّا هروباً من الاعتقالات والملاحقات والفرز السياسي والمذهبي، أو قسراً إثر وقع القذائف وازيز الرصاص والتفخيخات والعسكرة فوق وبمحيط المنازل والمزارع والمتاجر وغيرها من مصادر الرزق، وإغلاقها ومنع الوصول إليها.

 

ويكفي أن نستذكر فقط، الإعدامات الجماعية، واستحداث عشرات السجون والمعتقلات، واقتياد آلاف اليمنيات، وتعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي، والتحرش الجنسي، حد جرائم الاغتصاب بحقهن، وهو ما وثقته تقارير أممية باعتراف الضحايا، ومثل ذلك الأطفال الذين اخضعتهم المليشيا لدورات وجندتهم في صفوفها. وهذا بحد ذاته يكفي لاندلاع الف ثورة في وجه هذه المليشيا التي تمعن في تعذيب اليمنيين، وتتلذذ في هتك أعراض القبائل.

 

يكفي أن نستذكر كم شخصاً وفتاة توفوا تحت التعذيب، أو انتحروا في السجون هروبا من مواجهة العار المجتمعي بعد خروجهم. وكيف تستخدم المليشيا من تهمة الدعارة الكيدية للمختطفات سلاحا في إذلال القبائل، في عيب أسود لم يحدث في تاريخ الحروب اليمنية والدولية.

 

والكثير من هذا وذلك، يروي فصولا من الإجرام الحوثي، كل فصل منه كفيل بإشعال ثورة، ولكن إلى متى نرى ما يحدث ونسكت على هذا الاضطهاد والقمع للعي اليمني، ومتى سنضع حدا لهذا التوغل الفارسي الذي مصلحته نفوذه في المنطقة قبل كل شئ.. فليستيقظ الشعب اليمني قبل فوات الأوان