سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين، الضوء على أهم القضايا، التي كان أبرزها التطورات الأخيرة في الحرب التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، في ظل تعثر المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني حتى الآن، كما تناولت الأوضاع الأمنية المتدهورة في أفغانستان، إضافة إلى الاتهامات المتبادلة بين أمريكا وروسيا فيما يتعلق بالهجمات السيبرانية.
أضرار واسعة في البرنامج النووي الإيراني
قالت صحيفة ”تايمز أوف إسرائيل“ إن خبراء يرون أن أضراراً كبيرة لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية في مدينة كرج، عقب تعرضها لهجوم بطائرة مسيرة يوم 23 يونيو الماضي.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”يعتقد خبراء أن الهجوم الذي ضرب منشأة تقوم بإنتاج أجزاء أجهزة الطرد المركزي لصالح البرنامج النووي الإيراني، تسبب في أضرار واسعة، ما أدى إلى تدمير أو شلّ كل المعدات في جزء من الموقع، في حين أكدت إيران أنه تم إحباط هجوم بطائرة مسيرة استهدف منشأة الكرج النووية، ولم تحدث أي خسائر، لكن صور الأقمار الصناعية التي نشرتها جماعة استخباراتية إسرائيلية خاصة يبدو أنها تثير الشكوك حول الرواية الإيرانية، حيث أظهرت فجوة كبيرة في سقف أحد المباني الخاصة بالمنشأة النووية، كما تشير إلى اندلاع حريق ضخم في الموقع“.
ونقلت الصحيفة عن خبراء اطلعوا على الصور الاستخباراتية قولهم إن ”كل المعدات النووية الإيرانية في منشأة الكرج تعرضت للتدمير بشكل كامل، أو أصبحت غير صالحة للعمل، وإن تلك التقديرات تأتي بناءً على صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها للموقع في الأول من يوليو الجاري“.
وقال ديفيد أولبرايت إن ”إيران بدأت بالفعل محاولة لإصلاح الضرر الناتج عن الهجوم الذي ضرب الشركة الإيرانية لتقنية أجهزة الطرد المركزي، بالقرب من مدينة كرج، شمال غرب إيران، حيث قامت بتفكيك سقف المبنى إلى حد كبير، كجزء من أنشطة إعادة التأهيل في أعقاب الهجوم. وسمح السقف المفكك للمحللين بإلقاء نظرة خاطفة على المبنى، حيث يشير اللون الداكن إلى وجود حريق كبير داخله، وهو أصغر المباني الثلاثة الرئيسية في الموقع“.
وختمت ”تايمز أوف إسرائيل“ تقريرها بالقول إنه ”تم تكليف المصنع الذي تم استهدافه في مدينة كرج الإيرانية باستبدال أجهزة الطرد المركزي التالفة في موقع نطنز النووي، وهو هدف سابق لعمليات تخريب البرنامج النووي الإيراني، كما ينتج أيضاً أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً، يمكنها تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع“.
طالبان تتقدم بعد إغلاق قاعدة باغرام
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن مقاتلي حركة طالبان الأفغانية يحققون تقدماً على الأرض، بعد قيام الولايات المتحدة بإغلاق قاعدة باغرام الجوية.
وقالت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”تحرك مقاتلو حركة طالبان للسيطرة على العشرات من المقاطعات الجديدة في أفغانستان خلال الأيام القليلة الماضية، بعد قيام الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بإنهاء عملياتها في قاعدة باغرام الجوية، التي كانت محوراً رئيسياً للوجود العسكري الأمريكي في البلاد على مدار 20 عاماً. وأدى نقل السيطرة على القاعدة الجوية للجيش الأفغاني إلى تعزيز حملة طالبان لاستعادة السيطرة على أحياء في شمال وشرق وجنوب أفغانستان“، وفقاً لمسؤولين وتقارير إخبارية محلية.
وأضافت أن ”مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى أن طالبان سيطرت على 100 مقاطعة، إلا أن أكثر من 15 مقاطعة يبدو أنها أصبحت تحت سيطرة الحركة خلال اليومين الماضيين فقط“.
ونقلت ”وول ستريت جورنال“ عن الجنرال سكوت ميلر، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان، قوله إنه ”يشعر بالقلق إزاء انسحاب القوات الأمريكية، لأن الموقف الأمني ليس جيداً، والأفغان يدركون حقيقة ذلك، فقد أوصى كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين ومستشارون آخرون للرئيس جو بايدن، البيت الأبيض بالحفاظ على قوة عسكرية صغيرة في أفغانستان. إلا أن بايدن قرر سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان، باستثناء 650 جندياً في مطار كابول والسفارة الأمريكية. وجميع القوات ستغادر أفغانستان بحلول نهاية أغسطس المقبل“.
اتهامات متبادلة بين واشنطن وموسكو
بدورها قالت صحيفة ”ذي تايمز“ البريطانية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه اتهامات إلى روسيا، على خلفية الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها المئات من الشركات الأمريكية.
وجاء في تقرير للصحيفة أن ”واشنطن وموسكو تبادلتا الاتهامات بعد التصريحات التي أدلى بها بايدن، وقال فيها إنه يعتقد أن قراصنة روساً إجراميين كانوا مسؤولين عن هجوم الفدية الذي ضرب المئات من الشركات الأمريكية، حيث أمر بايدن وكالات الاستخبارات، ومن بينها مكتب إف بي آي، بالتحقيق في الهجوم، الذي من المعتقد أنه تم عبر عصابة إجرامية تتخذ من روسيا أو إحدى الجمهوريات السوفييتية السابقة مقراً لها“.
وأردفت الصحيفة أن ”ذلك يأتي بعد التحذير الذي وجهه بايدن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة التي جمعتهما بمدينة جنيف السويسرية، ومطالبته إياه بقمع الجرائم الإلكترونية، حيث قال بايدن إنه أخبر بوتين أن الولايات المتحدة سترد إذا تم ربط أي هجمات إلكترونية مستقبلية بروسيا“.
وقالت آن نويبرغر، نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي لشؤون الإنترنت، إن بايدن وجّه الحكومة إلى استخدام كافة إمكاناتها بالتحقيق في الحادث، بينما قال جون هاموند، الباحث البارز في Huntress، ”هذه سلسلة هجمات عملاقة ومدمرة. تتضمن الهجمات سلسلة منسقة من القراصنة، الذين يقومون بإدخال برمجيات ضارة في برامج موثوقة، لإحداث اختراق لمئات أو آلاف المستخدمين في وقت واحد“.
وبحسب ”ذي تايمز“، أفاد السناتور الروسي في لجنة الشؤون الدولية، سيرغي تسيكوف، بأن ”مزاعم تورط موسكو في الهجوم السيبراني تمثل استفزازاً من جانب واشنطن، التي يبدو أنها غير مهتمة بالأمن السيبراني، ولا تريد تحقيق أي تقدم في هذا المجال، في ظل عدم رغبتها في بحث الأمر مع روسيا“.