الغارديان: جيران أفغانستان يكثفون جهودهم لمنع نشوب حرب أهلية‎ بعد الانسحاب الأمريكي

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

ألقت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية الضوء على جهود الدول المجاورة لأفغانستان؛ لاحتواء القتال هناك مع تزايد سيطرة حركة ”طالبان“ على المدن والبلدات الأفغانية.

وذكرت الصحيفة أنه من المقرر أن يجتمع، اليوم الجمعة، في أوزبكستان، أكثر من 10 شخصيات من القادة ووزراء خارجية القوى الإقليمية، مع الرئيس الأفغاني أشرف غني وكبار الدبلوماسيين الأمريكيين، بمن فيهم المبعوث الأمريكي للسلام، زلماي خليل زاد، حسبما ذكرت الصحيفة.

ويناقش الاجتماع ”الاتصال الإقليمي“، لكن من المتوقع أن يكون التركيز في الجلسات الجانبية والاجتماعات الثنائية على مستقبل أفغانستان، ومن بين الحضور الرئيس الباكستاني عمران خان ووزراء خارجية روسيا والصين والهند.

ومن المقرر أن ترسل تركيا وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان كبار دبلوماسييها، فيما سيخاطب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المؤتمر عبر الفيديو.

2021-07-79-7

ونقلت الصحيفة عن سعيد روستاموف، سفير أوزبكستان في بريطانيا، قوله: ”المؤتمر فرصة للتوصل إلى حلول ملموسة لمساعدة الأطراف الأفغانية على التوصل إلى تفاهم متبادل وضمان استدامة السلام في أفغانستان“.

وبحسب الصحيفة، نظمت إيران الأسبوع الماضي، أول محادثات موضوعية منذ شهور، وقال مسؤول كبير مشارك بها إن طهران كانت تتحدث عن المبادرة منذ شهور، لكن اجتياح المسلحين للبلاد، أسرع من وتيرة تنظيمها.

وأضاف: ”تم الانتهاء من تحديد الأسماء المشاركة والتزم المشاركون الأسبوع قبل الماضي فقط“، حسبما نقلت عنه الصحيفة.

تدافع إقليمي

ونقلت عن توماس روتيج، مدير شبكة محللي أفغانستان، قوله إن هذه المحادثات هي جزء من تدافع إقليمي لاستكشاف كل الطرق الممكنة لإنهاء العنف.

وأضاف: ”مثل هذه المؤتمرات مفيدة في إبقاء الحوار بين جميع الأطراف، الأفغان وغير الأفغان، بالنسبة لي، يبدو الأمر كما لو أنه مع توقف عملية الدوحة، فإنهم يهدفون إلى ترك ألف زهرة تنمو ويأملون أن تتفتح زهرة واحدة على الأقل عندما تسمح الظروف بذلك“.

وأشارت الصحيفة إلى أن من بين جيران أفغانستان العديد ممن كانوا متحفظين على الوجود الأمريكي والحكومة التي تدعمها واشنطن، وسيكونون سعداء برؤية نهاية الحرب الأمريكية ورحيل الطائرات والمسيرات الأمريكية وضباط المخابرات.

2021-07-787878

ومع ذلك، فهم يخشون، بحسب الصحيفة، من أن تمتد التجربة المريرة للحروب الأهلية في أفغانستان عبر حدودهم، من المتشددين المتطرفين إلى اللاجئين اليائسين، إذا تصاعد الصراع بعد رحيل القوات الأمريكية.

وتلقى عواقب الانسحاب السوفياتي العام 1989 من البلاد بظلالها، إذ فر ملايين الأشخاص إلى إيران وباكستان وغيرهما، وأصبحت البلاد قاعدة لهجمات إرهابية دولية.

هجرة جماعية

وبحسب الصحيفة، هناك بالفعل أدلة على أن بداية هجرة جماعية أخرى للمدنيين جارية مع اجتياح المسلحين لأفغانستان، وقد فر أكثر من 1000 جندي عبر الحدود الإقليمية هربًا من تقدم طالبان، وكذلك يلوح في الأفق شبح تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، ليخيف الدول التي ذهب مواطنوها للقتال من أجله سوريا والعراق.

وعلى الرغم من أنهم قد يتفاجؤون من سرعة الانهيار، إلا إن دول المنطقة قد استعدت لأفغانستان مختلفة لسنوات عديدة، وكان معظمها يتواصل مع طالبان، بل ويعملون معها في أمور عملية، فأوزبكستان، على سبيل المثال، تزود أفغانستان بالكهرباء، ويقر مسؤولوها بأنهم يحافظون على حوار مع طالبان للحفاظ على استمرار الإمداد عبر الحدود.

وبعد أن استولى المسلحون على العديد من المعابر الحدودية الرئيسية، بما في ذلك المداخل المؤدية إلى إيران في الغرب وطاجيكستان في الشمال، من المرجح أن تزداد هذه الأنواع من العلاقات البراغماتية.

afghanistan-conflict

وزعمت الحركة الأفغانية هذا الأسبوع، أنها سيطرت على معبر ”سبين بولداك“ إلى باكستان، وهو شريان تجاري حيوي لقندهار وما وراءها، وهو أحد أكثر المكاسب الإستراتيجية لها حتى الآن.

ونقلت الصحيفة عن أندرو واتكينز، كبير محللي شؤون أفغانستان في ”كرايسيس جروب“، قوله: ”ترى شعورا بالمفاجأة والقلق من رد فعل القوى الإقليمية على سرعة تقدم طالبان، لكن كثيرا من الدول استقرأت الأحداث في وقت مبكر مع إعلان (باراك) أوباما أن الولايات المتحدة ستنسحب منذ عقد من الزمان“.

وأضاف: ”هذا هو الوقت الذي بدأت فيه دول من بينها روسيا وإيران وإلى حد ما الصين في التعامل بجدية بشأن القضايا التي تهمها، لقد بدأوا في تحسين أمن الحدود، والتواصل مع طالبان، والاستعداد لأسوأ السيناريوهات“.