أفغانستان.. قاضيات "في خوف دائم" من انتقام "طالبان والمجرمين"

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

"لا يمكنهم رؤية والدتهم تُقتل"، بهذه العبارة تتحدث القاضية الأفغاني بيبي عن مخاوف أولادها من تصفيتها على يد طالبان، قائلة إن "قوات الحركة يعتقدون أن من حقهم العثور علي وقتلي، فهم لا يخافون شيئا".

 

 

 

 

 

وأوضحت بيبي، التي استخدمت اسمها الأول في حديث لشبكة "سي أن أن"، أنها اضطرت إلى مغادرة مكان عملها حين سقطت كابل، ولم تتمكن من العودة إلى مكتبها الذي يحتوي على جميع ملفات عملها ومعلوماتها الشخصية، بما في ذلك صورتها ورقم هاتفها وعنوان منزلها، وهو أكثر ما يرعبها. بيبي، هي واحدة من 250 قاضية أمرت بعدم العودة إلى العمل من قبل طالبان التي ترعب هذه الفئة من النساء، اللواتي تخشين الانتقام من مجرمين سابقين حكمن عليهن بالسجن.

 

 

وبعد استيلاء طالبان على السلطة في منتصف أغسطس، هربت بضع عشرات من القاضيات من أفغانستان، بينما أجبرت من بقيت على الاختفاء، بحسب ما قالته القاضية فانيسا رويز من الرابطة الدولية للقضاة (IAWJ)، مقرها الولايات المتحدة.

 

 

نبيلة (طلبت عدم الكشف عن هويتها)، وهي قاضية أيضا، تتنقل وأسرتها من منزل إلى آخر كل بضعة أيام لتجنب تعقبها، لاسيما أنها تلقت تهديدات هاتفية بالانتقام والقتل بعد يومين على وصول طالبان إلى كابل، على حد قولها. وقالت نبيلة: "لا نشعر بالأمان، نفس المجرمين الذين حكمنا عليهم بالسجن يسعون وراء حياتي وحياة عائلتي الآن".

وأطلقت حركة طالبان سراح جميع "السجناء السياسيين" في أفغانستان، بعد أيام من فرض سيطرتها على العاصمة كابل. وأكد  زعيم حركة "طالبان"، هبة الله آخند زاده، حينها أن هذا القرار يطال كافة سجون البلاد، مطالبة جميع حكام الولايات بـ"إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين دون أي قيد أو شرط، وتسليمهم إلى أسرهم". كما أن  جميع القضاة الذين عملوا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة، ذكورا وإناثا، تم استبدالهم الآن بمعينين من قبل طالبان، بحسب ما قاله قاضيان للشبكة. لكن رويز قالت إن القاضيات يخشين أن يجعلهن جنسهن أهدافا خاصة لنظام يعطي قيمة أكبر للرجال، لاسيما أن  العديد من القاضيات ترأسن أسوأ قضايا العنف ضد المرأة، بما في ذلك الاغتصاب والقتل والعنف المنزلي.

 

 

في المقابل، تعهدت "طالبان"، بعد سيطرتها على الحكم بعدم معاقبة خصومها السابقين وعدم التعرض للنساء، حيث شدد إنعام الله سمنغاني، مسؤول في طالبان، خلال تصريحات بثها التلفزيون الأفغاني الحكومي، في وقت سابق، على أن "الإمارة الإسلامية لا تريد أن تكون النساء ضحايا". لكن كثيرا من الأفغان يخشون أن تعود طالبان لممارساتها القاسية السابقة المتصلة بفرضها ما تقول إنه أحكام الشريعة الإسلامية. ففي فترة حكم الحركة بين عامي 1996 و2001 لم يكن يسمح للنساء بالعمل، وكانت الحركة تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق. وتحاول نبيلة وبيبي وعائلاتهما مغادرة أفغانستان بمساعدة المنظمات بما في ذلك IAWJ، لكن التقدم بطيء، على حد قولهما. وتشدد رويز على أنهم يبذلون كل ما في وسعهم، لكن مواردهم محدودة، داعية الدول الغربية إلى فعل المزيد. وأكدت رويز أنه "يتعين على الحكومات أن تكون أفضل وأكثر مرونة وأكثر سخاء في السماح بدخول الأشخاص المعرضين للخطر في أفغانستان"، معتبرة أن "الولايات المتحدة على وجه الخصوص يجب أن تحاول مساعدة هؤلاء النساء، حيث مر العشرات من القضاة ببرنامج تعليمي قضائي تموله الحكومة الأميركية".

 

بدورها، تواصل الولايات المتحدة  إجلاء الأميركيين والأفغان من كابل، حتى بعد الموعد النهائي في 31 أغسطس.

 

 

وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "سنواصل مساعدة الأميركيين والأفغان الذين لدينا التزام خاص تجاههم على مغادرة أفغانستان إذا اختاروا ذلك (..) ليس هناك موعد نهائي لهذه المهمة". وبالنسبة لمن تمكن الفرار من الجسم القضائي، تقول قاضية انتقلت إلى بولندا مع أفراد أسرته، إنها  اضطرت إلى الفرار من البلاد بعد أن حاولت طالبان تعقبها. وقالت: "جاء خمسة من عناصر طالبان إلى منطقتي يسألون جيراني عني، عندها قررت الهرب والخوض في رحلة إجلاء صعبة من مطار كابل"، مضيفة: "لقد خسرت كل شيء الآن، مهنتي، منزلي، حياتي".