نفى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، الثلاثاء، أن يكون عملاق التواصل الاجتماعي يروّج للحقد والانقسامات في المجتمعات ويؤذي الأطفال ويحتاج تالياً لجهة تنظم عمله، مؤكداً أن الاتهامات الموجهة إلى الشركة بتغليب الربح المالي على السلامة هي ”بكل بساطة غير صحيحة“.
وقال زوكربيرغ في مذكرة طويلة إلى موظفيه نشرها على صفحته في فيسبوك إنه ”في صميم هذه الاتهامات تكمن فكرة أننا نغلّب الأرباح المالية على السلامة والراحة. بكل بساطة، هذا غير صحيح“.
ووجه أعضاء في الكونغرس الأمريكي انتقادات لفيسبوك الثلاثاء، واتهموا رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ بالسعي الحثيث لجني الأرباح والتعامل باستخفاف مع سلامة المستخدمين، وطالبوا الجهات التنظيمية بالتحقيق في اتهامات موظفة سابقة في الشركة بأنها تلحق الضرر بالأطفال وتؤجج الانقسامات.
وفي جلسة للجنة الفرعية للتجارة بمجلس الشيوخ، دعت مقدمة البلاغ فرانسيس هوجين إلى الشفافية بشأن الطريقة التي تغري بها فيسبوك المستخدمين لتمديد مدد بقائهم على الموقع.
وقالت هوجين، الموظفة السابقة بالشركة التي تبلغ قيمتها حوالي تريليون دولار، لكنها تحولت إلى مبلغة عن مخالفات ”طالما ظل فيسبوك يعمل في الخفاء، ويخفي أبحاثه عن التدقيق العام، فسيبقى بمنأى عن المساءلة“.
وأضافت هوجين ”تعرف قيادة الشركة كيف تجعل فيسبوك وإنستجرام أكثر أمانا، لكنها لن تقوم بالتغييرات اللازمة لأنها تقدم أرباحها الفلكية على الناس. هناك حاجة إلى إجراء من الكونغرس“.
وفي حقبة يندر فيها التوافق بين الحزبين الرئيسيين في واشنطن، انتقد أعضاء الكونجرس من الحزبين الشركة، في ما يسلط الأضواء على الغضب المحتدم في الكونجرس إزاء فيسبوك مع تزايد الأصوات المطالبة بإصلاحات تنظيمية.
وقال السناتور الجمهوري دان سوليفان، إنه يشعر بالقلق إزاء الطريقة التي تؤثر بها فيسبوك والشركات التابعة لها مثل إنستجرام على الصحة العقلية للأطفال. وأضاف ”أعتقد أننا بعد 20 عاما من الآن سننظر إلى الوراء وسنتساءل جميعا، ‘ما الذي كنا نفكر فيه بحق الجحيم؟‘“.
كشفت هوجين أنها هي التي قدمت وثائق، استندت إليها صحيفة وول ستريت جورنال في تحقيق واستخدمتها جلسة في الكونجرس، عن الضرر الذي يُلحقه إنستجرام بالفتيات في سن المراهقة. وشبهت مواقع التواصل الاجتماعي بالمواد المسببة للإدمان مثل التبغ والمواد الأفيونية.
وقال رئيس اللجنة السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال إن فيسبوك تعلم أن منتجاتها تقود للإدمان.
وأضاف ”تواجه الشركة التكنولوجية الآن… لحظة حقيقة مذهلة“.
وطالب بمثول الرئيس التنفيذي للشركة زوكربيرغ للإدلاء بشهادته أمام اللجنة. كما طالب لجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الاتحادية بالتحقيق مع شركة التواصل الاجتماعي.
وقال بلومنتال ”أطفالنا هم الضحايا. المراهقون الذين ينظرون إلى أنفسهم في المرآة اليوم يشعرون بالشك وانعدام الأمن. يتعين على مارك زوكربيرغ أن ينظر إلى نفسه في المرآة“.
وبعد الجلسة، قال بلومنتال إنه يريد أن يسأل زوكربيرغ لماذا رفض توصيات لجعل منتجات الشركة أكثر أمانا للمستخدمين؟