تسبب انقطاع الانترنت في عموم اليمن شمالا وجنوبا الى غياب رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتحولت تلك المواقع الى مساحات مهجورة كما تسبب بحالة شلل تام لمختلف القطاعات منذ فجر اليوم الجمعة .
وبحسب وسال اعلام تابعه لجماعة الحوثي فان غارة جوية تابعة للتحالف استهدفت مبنى الاتصالات في محافظة الحديدة عند حوالي الساعة العاشرة .
كما اكدت ذلك المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين . وصرحت مجموعة "نت بلوكس" المهتمة بأمن شبكات الإنترنت في العالم، أن الاضطراب في خدمة الإنترنت في اليمن بدأ عند الساعة الواحدة صباحًا وتضررت منه شركة "تيليمن" المملوكة للدولة، التي تديرها الآن جماعة "أنصار الله"، والتي تتحكم في الوصول إلى الإنترنت في البلاد، بحسب وكالة أسوشيتد برس. وأفادت "نت بلوكس" على حسابها في تويتر "بانقطاع الاتصال بالانترنت في كل اليمن" بعد الغارات.
وأكد مركز التحليل التطبيقي لبيانات الإنترنت ومقره سان دييغو، وشركة الإنترنت "كلاود فلير" ومقرها سان فرانسيسكو، ووكالة الأنباء الفرنسية كذلك عبر مراسليها في صنعاء والحديدة، حدوث انقطاع في الإنترنت على مستوى اليمن.
وشكك خبراء تقنية وناشطون رواية جماعة الحوثي معللين ذلك بجملة من الحقائق ومنها إن الغارة التي استهدفت مبنى الاتصالات في الحديدة وقعت عند حوالي الساعة العاشرة والنصف مساءً، فيما ظل الإنترنت يعمل لأكثر من ساعتين تقريباً بعد الغارة.
الخبير المتخصص في شؤون التقنية والاتصالات " يسري الأثوري" استبعد أن تكون جماعة الحوثي تعمدت فصل شبكة الإنترنت قائلًا " الانقطاع نتيجة قصف جوي تعرضت له بنية الاتصالات بالحديدة ادى الى خروج الكابل البحري عن الخدمة وقد يكون الحوثيون قاموا بفصل الخدمة تماما عقب القصف لاثارة الرأي العام.
واوضح ان " هناك كابلات اخرى تربط صنعاء بالمهرة وعدن وافتراضياً لا يجب ان تنقطع الخدمة نتيجة قصف بالحديدة ومن غير المعروف اذا كان القصف طال السنترالات الرئيسية وبوابة الانترنت بصنعاء، مشيرا إلى أن الحوثيين عمدوا إلى احتكار الخدمة ولم تقدم الشرعية على توفير اي بديل على الاقل في المناطق المحررة مضيفا بأن بعض الجهات مثل الشركات الكبيرة وبعض البنوك وشركات الصرافة لديها انترنت فضائي عبر خدمة ياه سات.
وقدم الاعلامي إبراهيم بن صالح مجور تفسيرا لانقطاع خدمة الاتصال والإنترنت في اليمن وبحسب منشور له في الفيسبوك قال فيه : انه إذا تعرض كابل فالكون في مدينة الحديدة للضرر؛ ستخرج السعات المُقدرة بـ(200~400 جيجا) بشكل جزئي وليس كُلي، لأن مركز صنعاء الرئيسي مرتبط بنقطة أخرى من نفس الكابل؛ بتغذية بحرية ممتدة من مدينة الغيظة بالمهرة، إلى مركزية البلاد لتغذيتها بِبعض السعات الدولية.
واضاف : ولكن في حالة تعرض كابل SEA-ME-WE 5 لضرر ما؛ ستخرج سعاته الدولية، وستفقد الخدمة إتصالها بشكل كُلي، لأن هذا الكابل مُمتد من الحديدة فقط ولا يوجد لهُ نقطة ثانوية أو محاذية.
وتابع بن مجور تفسيره قائلا : فاستعادة خدمة الاتصال بالانترنت الآن؛ يكمن في استطاعة مركزية صنعاء إعادة تشغيل السعات المتبقية من كابل فالكون السليم (وإذا "فالكون الحديدة" تضرر أيضًا بجانب "SEA-ME-WE" يتم إعادة تشغيل السعات المتبقية من قبل "فالكون المهرة" أما بخصوص الانقطاع المُريب لِشبكات الاتصال الخلوية والصفر الدولي! فهذا أمر مُريب، لأن شركات الاتصالات الخلوية والصفر الدولي يتغذى من قبل كابل "عدن-جيبوتي" وهذا كابل خاص لِشركة "تل-يمن".
واختتم : الإنترنت سيعود قريبًا، وأعتقد ما حدث هو خلل برمجي أصاب المركزية جراء خروج كابل SEA عن الخدمة، فنحن بحاجة إلى تدخل فني يُعيد منظومة الاتصال للخدمة مُجددًا.
ودخلت خدمات الإنترنت إلى اليمن عام 1996، وتم إنشاء شركة «يمن نت» في عام 2001، كشركة تابعة للحكومة اليمنية، ومزود رئيسي لخدمات الإنترنت.
سيطرت جماعة الحوثي على الشركة،في نهاية 2014م عند سييطرتهم على العاصمة صنعاء بما فيها مجمع التحكم بالإنترنت في حي «التلفزيون» بالعاصمة صنعاء، وتمكنت الجماعة من السيطرة على إدارة الشركة وحجب المواقع المناهضة لها.