تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة، اليوم الاثنين، عددا من أهم القضايا على الساحة الدولية، حيث ناقشت آخر تطورات الأزمة الأوكرانية، وسط تقارير تشير إلى تعمق العلاقات بين روسيا والصين جراء تلك الأزمة.
واستعرضت صحف أخرى تحذيرات من أن الجفاف الشديد في إثيوبيا سيهدد حياة الملايين.
تعميق العلاقات بين روسيا والصين
ذكرت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية أن الأزمة الأوكرانية تعمل على تعميق العلاقات بين روسيا والصين، مشيرة إلى أن التحذيرات الأمريكية والأوروبية من أن موسكو على وشك ”غزو كييف“ قد تثير الخوف في الغرب، لكن شبح الحرب في بكين أثار ردود فعل مختلفة.
واستشهدت الصحيفة في تحليلها بتصريحات مدون قومي صيني بارز أدلي بها الأسبوع الماضي، قائلا إن ”أزمة أوكرانيا ستكون فرصة تاريخية لنا لحل مشكلة تايوان.. الحرب في أوكرانيا ستكون نافذة تاريخية لتوحيد الوطن الأم يجب ألا نفوتها“.
وقالت الصحيفة: ”يعتقد المحللون أنه إذا تابعت الولايات المتحدة وأوروبا التهديدات بفرض عقوبات على روسيا إذا غزت أوكرانيا مرة أخرى (المرة الأولى عام 2014 بضم جزيرة القرم)، فإن موسكو ستصبح أكثر اعتمادًا على بكين“.
وأشارت الصحيفة إلى أن أهم الأسئلة التي تلوح في الأفق بشأن دور الصين المحتمل في صراع أوكرانيا تتعلق بشراكتها السياسية والعسكرية مع روسيا، قائلة إنه على الرغم من إصرار البلدين على أنهما ليسا في تحالف، فقد وصل التعاون العسكري في بعض المناطق إلى مستوى ينافسه بين الحلفاء التقليديين.
ونقلت ”فاينانشيال تايمز“ عن، تشاو مينغوين، وهو دبلوماسي صيني سابق وخبير في الشأن الروسي يعمل الآن في معهد الصين للدراسات الدولية، قوله: ”إن روسيا والصين ستدعمان بعضهما البعض في النزاعات التي ترى الدولتان أن وراءها قوى خارجية“.
وأضاف: ”إذا أجبرت الصين على توحيد تايوان بالقوة وتدخلت واشنطن، أعتقد أن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي.. وإذا طلبت روسيا الدعم الصيني في حرب أوكرانيا، فقد تكون بكين في وضع يمكنها من المساعدة“.
وقالت الصحيفة في تحليلها: ”يرى الخبراء العسكريون والمحللون أن التدريبات المشتركة المتكررة والموضوعية، والتعاون في تطوير الأسلحة، والمشاورات المنتظمة حول القضايا العسكرية والأمنية، وتبادل الأفراد العسكريين الطويل الأمد، تمكن الجيشين الروسي والصيني، من العمل بشكل مشترك في حروب حقيقية“.
وتابعت: ”يعتقد المحللون أن الجيشين من المحتمل أن يساعدا بعضهما في تتبع صواريخ العدو وتوجيه أنظمة القيادة والاتصالات والاستهداف الخاصة بهما“.
واختتمت ”فاينانشيال تايمز“ تحليلها: ”إذا نظرت الصين إلى الأزمة الأوكرانية على أنها جزء من هذا الصراع العالمي، فيمكنها استغلالها لتقويض القوة الأمريكية، على الرغم من أن المراقبين قالوا إن بكين لن تهاجم تايوان“.
تداعيات الغزو علي أوروبا
ذكرت صحيفة ”ديلي إكسبريس“ البريطانية أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا له تداعيات وخيمة علي أوروبا، إلى جانب التأثير على إمدادات الغاز، وذلك في وقت يخشى فيه الخبراء العسكريون من أن الحرب الشاملة في المنطقة أمر لا مفر منه.
وتحت عنوان ”أزمة الطاقة“، قالت الصحيفة البريطانية إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يقطع إمدادات روسيا من الغاز إلى أوروبا في محاولة لمنع حلف شمال الأطلسي -الناتو، من الدفاع عن أوكرانيا.
وأضافت: ”يرى المحللون أنه إذا كان هناك غزو روسي وتوقفت موسكو عن إمداد أوروبا بالغاز، فهناك انقطاع التيار الكهربائي المستمر، حيث سيكون تقنين الطاقة أمرا حتميا في هذا السيناريو، وهو ما سيكون كارثيًا على الاقتصاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن أسعار الغاز سترتفع بشكل جنوني“.
وتحت عنوان ”أزمة اللاجئين“، أوضحت الصحيفة البريطانية أن الحرب بين القوات الأوكرانية والروسية قد تجبر آلاف المدنيين المحاصرين في مرمى النيران على الفرار، حيث صرح وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، بأن عدة ملايين من الأشخاص قد يضطرون إلى المغادرة في محاولة للهروب من الحرب، موضحا أن هذه ”ستكون كارثة ليس فقط لأوكرانيا، بل ستكون كارثة على أوروبا“.
وتابعت: ”أفادت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، تسبب في نزوح 1.5 مليون شخصا داخليًا، حيث سعى العديد من هؤلاء النازحين داخليًا لملاذ آمن في أجزاء أخرى من أوكرانيا، ولكن إذا حدث غزو كامل لأوكرانيا، فلن يكون أمام الكثيرين خيار سوى العثور على ملاذ في دول أوروبية أخرى“.
في غضون ذلك، رأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن العقوبات الأشد حدة التي وعد بها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في محاولة لردع موسكو من غزو أوكرنيا، قد تدمر الاقتصاد الروسي، حيث يتوقع المحللون انهيارا في سوق الأسهم وذعرا ماليا عالميا من شأنه أن يلحق الأذى بالشعب الروسي أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العقوبات قد تثير غضب بوتين، ما يدفعه إلى قطع شحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا أو شن هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الأمريكية والأوروبية.
الجفاف في إثيوبيا
ذكرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن هناك أزمة محدقة تتكشف ببطء تنتظرها إثيوبيا، حيث يقول عمال الإغاثة والمسؤولون المحليون إن الكثير من جنوب وشمال شرق البلاد يعانون من الجفاف الشديد، وهي أزمة تضاف لسجل البلد الذي يعاني بالفعل من صراع إنساني سببته الحرب الأهلية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة ”اليونيسيف“ قولها إنه بحلول منتصف آذار/مارس المقبل، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 6.8 مليون شخص في المناطق المتضررة من المتوقع أن يكونوا في حاجة للمساعدة الإنسانية.
وأضافت: ”ما يقرب من 850 ألف طفل في تلك المناطق سيعانون من سوء التغذية الحاد هذا العام بسبب مزيج من الجفاف والصراع والانكماش الاقتصادي“.
ونقلت الصحيفة عن مدير مكتب ”اليونيسف“ في إثيوبيا، غيانفرانكو روتيغليانو، قوله: ”لقد أخفقنا 3 مواسم مطيرة متتالية.. إذا هطل المطر في نيسان/أبريل، فستتحسن الأمور.. ولكن، إذا لم يحدث ذلك، فسنحصل على شيء مشابه لما رأيناه في التسعينيات“، حيث جلبت تلك الأعوام أزمات أثارها الجفاف في إثيوبيا التي شهدت جوع الملايين، ومات البعض من الجوع.
وأضاف: ”الآن، للمساعدة في الحصول على الإمدادات الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها، تطلب اليونيسف 23.7 مليون جنيه إسترليني، لنقل المياه، وإعادة تأهيل الآبار وتغذية الأطفال.. وإذا لم يتم جمع هذه الأموال، فستكون كارثة“.