ذكر موقع "ألجزيرة"، أنّ مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، نشرت مقالا لخبير في الشؤون الدولية جاء فيه أن العالم لم يتعرض لسلسلة من الصدمات الخطيرة كتلك التي يشهدها اليوم.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد الأميركية ستيفن والت إن أخوف ما يخافه أن يتعرض العالم اليوم لاضطرابات عديدة تطغى على "قدرتنا الجماعية على الاستجابة".
واستعرض والت 10 أحداث حسب ترتيب وقوعها الزمني، والتي شكلت في مجملها صدمات هزت العالم المعاصر، وهي: تفكك الإمبراطورية السوفياتية
رغم أن انهيار الاتحاد السوفيتي والثورات المخملية في أوروبا الشرقية كانت تطورات إيجابية من نواح كثيرة فإنها تسببت أيضا في قدر كبير من عدم اليقين وعدم الاستقرار، وفتحت الباب أمام أحداث سياسية مثل توسع حلف الناتو لا يزال صداها يتردد حتى اليوم.
وأدى ذلك الانهيار مباشرة إلى اندلاع حرب بين أذربيجان وأرمينيا، وساهم في تفكك يوغسلافيا وحروب البلقان اللاحقة، وأشاع إحساسا بالغطرسة في الولايات المتحدة، وأعاد صياغة السياسة في آسيا الوسطى.
صعود الصين
ما إن ظن الأميركيون أن عصر القطب الواحد سيستمر طويلا حتى ظهرت على الفور قوة عظمى جديدة هي الصين التي ربما لا يعد صعودها صدمة مفاجئة أو غير متوقعة لكنه يتواصل بشكل سريع وغير عادي.
ومع ذلك، فإن الصين لا تزال أضعف بكثير من الولايات المتحدة وتواجه رياحا معاكسة خطيرة في الداخل والخارج، لكن نموها الاقتصادي المثير للإعجاب وطموحاتها المتزايدة وقوتها العسكرية المتوسعة لا يمكن إنكارها. هجمات 11 أيلول والحرب العالمية على الإرهاب
أحدثت الهجمات "الإرهابية" التي دمرت مركز التجارة العالمي في نيويورك وألحقت أضرارا بوزارة الدفاع الأميركية في أيلول 2001 تحولا جذريا في السياسة الخارجية الأميركية، ووجدت واشنطن نفسها عالقة في حرب على "الإرهاب" امتدت لأكثر من عقد من الزمان.
وقوضت تلك الحرب استقرار بلدان الشرق الأوسط الكبير، وأنتجت "عن غير قصد" مجموعات -مثل تنظيم الدولة الإسلامية- ساهمت بأفعالها في صعود اليمين المتطرف في أوروبا، كما أدت إلى تسريع عسكرة السياسة ومظاهر الاستقطاب وإشاعة التطرف اليميني داخل الولايات المتحدة. الانهيار المالي في عام 2008
أثار انهيار سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة حالة من الذعر المالي التي انتشرت بسرعة في جميع أنحاء العالم، وتبين أن "سادة العالم" المفترضين في "وول ستريت" بنيويورك –في إشارة إلى المسؤولين بأسواق المال الأميركية ليسوا بمعصومين عن الخطأ (أو القابلية للفساد) شأنهم في ذلك شأن أي شخص آخر. الربيع العربي كانت ثورات الربيع العربي حدثا صاخبا أطاح بحكومات عديدة، إلا أنها انتهت بحملات قمع استبدادية عرفت باسم "الشتاء العربي" غيرت كل المكاسب تقريبا التي حققها "الإصلاحيون". أزمة اللاجئين العالمية
وفقا لتقديرات المفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ارتفع عدد الأشخاص "النازحين قسرا" من حوالي 42 مليونا في عام 2001 إلى ما يقارب 90 مليون شخص عام 2021. الشعبوية تكتسب جماهيرية
شهد عام 2016 حدثين مروعين هما انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وجاء الحدثان خلافا للتوقعات، وتبين أن كلا منهما كان سيئا. فقد أثبت ترامب أنه "فاسد ومتقلب المواقف ونرجسي وغير كفء" كما بدا خلال حملته الانتخابية، وكان للبريكست تأثير مماثل في بريطانيا العظمى وألحق أضرارا جسيمة باقتصادها. كوفيد-19
أصيب بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ما لا يقل عن 630 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وتجاوز عدد الوفيات العالمي الرسمي حتى الآن 6.5 ملايين، وكانت للوباء آثار سيئة على التجارة والنمو الاقتصادي والتحصيل التعليمي والتوظيف في العديد من البلدان، ولا سيما النامية منها. الحرب على أوكرانيا
ألحقت الحرب أضرارا جسيمة بأوكرانيا، وهددت المعايير الحالية التي تمنع الاستيلاء على الأراضي بالقوة، لكنها كشفت مكامن ضعف في المؤسسة العسكرية الروسية، ودفعت أوروبا إلى بذل جهود جدية لإعادة تسليح نفسها، ورفعت معدلات التضخم عالميا، وفاقمت خطر التصعيد -بما في ذلك إمكانية استخدام الأسلحة النووية إلى مستوى لم نشهده منذ عقود. تغير المناخ
أضحى تأثير ظاهرة تغير المناخ محسوسا الآن في تفاقم الكوارث الطبيعية، وتفشي الصراعات الأهلية، وارتفاع معدلات الهجرة من المناطق المتضررة بشدة. وإلى جانب الأحداث العشرة السابقة ثمة مشاكل أخرى يضيفها كاتب المقال إلى جملة الأحداث أعلاه، تتمثل المشكلة الأولى في أن القادة السياسيين لا يجدون الوقت الكافي ولا يبدون اهتماما كبيرا بتطوير حلول إبداعية أو تقييم البدائل بعناية عند حدوث كثير من الاضطرابات بسرعة قصوى. والمشكلة الثانية تكمن في صعوبة التعامل مع أحدث الصدمات بشكل صحيح نظرا لمحدودية الموارد، والثالثة أن محاولة حل معضلة واحدة في ظل توالي الصدمات وتشابكها يمكن أن تتسبب في مفاقمة مشاكل أخرى.