قامت واشنطن مؤخرا برفع السرية عن وثيقة ظلت في الأدراج، حول اجتماع عقد في البيت الأبيض قبل اعتداءات 11 أيلول في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن.
وتظهر المذكرة التي تتكون من 31 صفحة، أن الاجتماع عُقد في 29 نيسان 2004، وكانت أطرافه بوش ونائبه ديك تشيني، والأعضاء العشرة من لجنة التحقيق في أحداث 11 أيلول عام 2001، والذين وجهوا لهما أسئلة بشأن الهجمات التي نفذها تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن.
وتُظهر الوثيقة أن المفوضين حاولوا منح بوش فرصا متعددة للاعتراف بالتحذيرات العديدة الموثقة التي تلقاها من حكومته بشأن وقوع هجوم وشيك من قبل تنظيم "القاعدة" على أميركا، ولكن فشل بوش في القيام بذلك.
وربما كانت أكبر مراوغات بوش في الاجتماع الذي استمر 3 ساعات في البيت الأبيض، تتعلق بمدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت، وهي أن "التهديد كان في الخارج".
وكشفت الوثيقة أن أحدا لم يقل إن هناك مشكلة داخلية، بل اكتفوا بالقول إنه التهديد خارجي، هذا ما قاله بوش خلال الاجتماع، الذي تناول ردود فعله بشأن الهجمات، وكذلك المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إدارته قبل هجوم 11 أيلول.
وأضاف: "كنا ندرك أن لدى أسامة بن لادن متعاطفين داخل أميركا قبل هجوم أيلول، ولكن لم يكن هناك إجراء استخباراتي واحدا تجاه ذلك التهديد".
لكن المذكرة السرية تشير إلى أن وكالة المخابرات المركزية التابعة لتينيت، حذرت بوش أكثر من مرة أن تنظيم "القاعدة" من الممكن أن يضرب في أي مكان وفي أي وقت، وأن جميع المواطنين الأميركيين أهداف محتملة، بل وكان التحذير الأبرز الذي تلقاه بوش، ولكنه لم يكن الوحيد، هو إفادة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية تلقاها بعنوان "بن لادن مصمم على الضرب في أميركا".
ويشير موقع "إنسايدر" الأميركي إلى أن الرئيس جورج دابليو بوش أراد من وراء إجاباته في الاجتماع، أن يجعل اللجنة وبالتالي الجمهور الأميركي، أن يعتقدوا أنه لا يمكن لأحد أن يتوقع قيام تنظيم "القاعدة" بهجوم واسع النطاق على الأراضي الأميركية.
كما يرى الموقع أن بوش أراد أن "يعيد كتابة تاريخ 11 أيلول عام 2001"، من خلال إجاباته على اللجنة.