اليابان... لماذا تتوجس من الصين؟

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

ركزت اليابان في إقرارها مراجعة جذرية لسياستها الدفاعية على التهديد الذي تمثله جارتها الصينية، ووصفت بكين بأنها "تحدٍ إستراتيجي غير مسبوق" للأمن القومي الياباني.

 

وأعلنت اليابان -في إطار أكبر مراجعة لسياستها الدفاعية منذ الحرب العالمية الثانية- مضاعفة ميزانية الدفاع السنوية إلى أكثر من 80 مليار دولار في غضون 5 سنوات. كما قررت توحيد قيادتها العسكرية، وزيادة مدى صواريخها، مما يجعل الميزانية العسكرية اليابانية الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة والصين.

 

 

 

 

 

وكشفت اليابان اليوم الجمعة عن سياسة دفاعية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية تتضمن تخصيص 320 مليار دولار لتقوية قدراتها العسكرية، والتزود بصواريخ قادرة على ضرب الصين. ووفق ما أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن العقيدة العسكرية الجديدة لليابان جاءت في ظل التحولات والتغييرات الجذرية الحاصلة في البيئة الجيوسياسية المحيطة بها، وهي تشكل ضربة للصين التي لديها مشروع نووي وتبحث عن نفوذ في المنطقة، وهذه العقيدة هي رسالة للصين بالدرجة الأولى وكذلك لكوريا الشمالية.

 

 

في الرد الصيني على الخطة اليابانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين إن طوكيو تتجاهل الحقائق وتخرج عن التفاهمات المشتركة بين الصين واليابان والتزامها بالعلاقات الثنائية.

 

 

الترحيب الأميركي وبالنسبة لبرايان هاردينغ، مستشار وزير الدفاع الأميركي الأسبق لأمن آسيا والمحيط الهادي، فإن العقيدة العسكرية الجديدة لليابان تعني تغيرا واضحا ومؤثرا في سياساتها، وهو أمر مرحب به في واشطن، وخطوة جريئة للدفاع عن منطقة المحيطين الهندي والهادي، خاصة وأن الصين تطور برنامجها النووي وتزيد من رؤوسها النووية. وبموجب إستراتيجيتها الدفاعية الجديدة، تتحضر اليابان للعيش في منطقة خطيرة، وتكون قد تخلصت من وزر الحرب العالمية الثانية، كما قال هاردينغ لبرنامج "ما وراء الخبر". ورغم أنها تحدثت عن التهديد الصيني، يتابع الضيف الأميركي، فإن طوكيو وبكين هما شريكان على المستويين الاقتصادي والتجاري.

 

 

 

 

ومن جهة أخرى، لقي إعلان اليابان عن مراجعة عقيدتها العسكرية ترحيبا من الولايات المتحدة، وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن تدعم قرار اليابان اكتساب قدرات جديدة تعزز الردع الإقليمي، بما في ذلك قدرات الضربات المضادة. وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع اليابان لدعم الأهداف المنصوص عليها في إستراتيجيات البلدين. وشدد هاردينغ في حديثه على الشراكة الإستراتيجية بين واشنطن وبكين، وقال إن العقيدة الجديدة لليابان ستؤدي إلى تكامل أفضل للتحالف الدفاعي والعسكري بين البلدين. في حين أكد العميد حنا أن الترحيب الأميركي يعني أن اليابان لن تكون تحت المظلة الأميركية، مشيرا إلى وجود 45 ألف جندي أميركي في اليابان. وتتضمن التعديلات الجديدة حق القوات اليابانية في شن "ضربات مضادة" ضدّ دول تعتبرها معادية، ضمن شروط 3 هي:

الشرط الأول تعرض اليابان لتهديد حتمي، أو تعرض دولة صديقة لهذا التهديد. الشرط الثاني هو ألا توجد وسيلة أخرى لتفادي الضربات التي تعتبر معادية. الشرط الثالث أن يكون الرد بالحدّ الأدنى الممكن. كما تنص التعديلات على مضاعفة ميزانية الدفاع خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن يكون الدفاع المحور الأساسي لتعزيز القوة العسكرية، وألّا يكون الهدف أبدا أن تصبح اليابان دولة عسكرية.