لماذا تزيد كورونا خطر الإصابة بالسكري؟

صحة
قبل سنة 1 I الأخبار I صحة

أظهرت دراسات حديثة أن الإصابة بكورونا تزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بحسب ما نشر في SanteMagazine. فأي علاقة بين الإصابة بالفيروس والإصابة بالسكري الذي لطالما كانت أسبابه معروفة.

 

 

أكدت دراسة أميركية نشرت في شهر آذار (مارس) الماضي وقد تناولت 200000 شخص، أن السكري من النوع الثاني قد يكون من مضاعفات كورونا المحتملة.

كما أظهرت دراسة ألمانية أخرى قامت بالمقارنة بين مجموعتين من المرضى الأولى تضمنت مصابين بكورونا والثانية تضمنت أشخاصاً كانوا قد أصيبوا بفيروس آخر في الجهاز التنفسي، أن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني زاد بنسبة 28 في المئة لدى من كانوا قد اصيبوا بفيروس كورونا بالمقارنة مع المجموعة الثانية.

 

في معظم الحالات، كانت الزيادة في الخطر ترتبط بالإصابة بالسكري من النوع الثاني الذي يظهر في حوالى سن 50 سنة ولدى من يعانون زيادة في الوزن ومن يتبعون نمط حياة يغلب عليه الركود ومن ثمة حالات من المرض في العائلة.

فكانت مستويات السكر في الدم لديهم تدريجاً وتكون هناك مقاومة للأنسولين المسؤولة عن ضبط مستويات السكر في الجسم خلال النهار. أما الخلايا بيتا لدى هؤلاء الأشخاص فلا تدمّر بشكل تام إنما تستمر بالعمل بشكل محدود.

يتطور السكري من النوع الثاني لدى الاشخاص المعنيين من دون أعراض ووحدها معدلات السكر المرتفعة في الدم، تدل على ذلك. يبدأ الشخص المعني بإظهار حالة ما قبل السكري أي يبدو أن له استعداداً للإصابة بالسكري فيظهر عندها أن معدل السكر في الدم يرتفع إلى 1 غ/ليتر أو 1,25 غ /ليتر عند إجراء الفحص مرات عدة قبل الأكل.

 

 

 

لماذا يزيد كورونا خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني؟

يدخل الفيروس إلى خلايا بيتا في البنكرياس ما يسبب ردة فعل التهابية، فيؤدي ذلك إلى مقاومة الأنسولين. هذا ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، يزيد إنتاج الأنسولين لتخطي حالة مقاومة الأنسولين وتعود معدلات السكر في الدم إلى مستويات طبيعية.

أما لدى الأشخاص الذين تتراجع وظائف البنكرياس لديهم، فحتى الإصابة البسيطة بكورونا يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وفي الحالات الأكثر صعوبة من الإصابة بكورونا، تكون ردة الفعل الالتهابية حادة إلى درجة أنها تؤدي إلى ارتفاع كبير في مستوى السكر في الدم، بحيث تكون هناك حاجة إلى إعطاء المريض العلاج بالأنسولين.

في معظم الأحيان يكون العلاج موقتاً وتعود مستويات السكر في الدم تحت السيطرة وبعدها تكون المتابعة عادية كما في أي حالة من السكري من النوع الثاني فيستدعي ذلك خفض الوزن واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام وعند الحاجة قد يتم وصف أدوية غير الأنسولين.

أما عند الإصابة بحالات متقدمة من كورونا، فتكون هناك حاجة إلى التقيد بالعلاج بالأنسولين طوال الفترة اللازمة.

 

متى يزيد كورونا خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول؟

في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي كورونا إلى الإصابة بالسكري من النوع الأول، فيصيب بشكل أساسي الأطفال والمراهقين أو الراشدين الأصغر سناً، فتكون الإصابة بالسكري من النوع الأول مرتبطة بالإصابة بكورونا فيما لا يكون لدى هؤلاء الأشخاص استعداد مسبق للإصابة بالمرض. في مثل هذه الحالة، تعتبر العلاقة أقل وضوحاً بالمقارنة مع ما يحصل في حال الإصابة بالسكري من النوع الثاني. لا يبدو أن كورونا يحدث تغييراً على مستوى الخلايا بيتا بعد إصابتها ما يمكن أن يؤدي إلى ردة فعل مناعية لدى الاشخاص المعنيين الذين لديهم استعداد للإصابة.

 

عندها يدمر جسم المريض الخلايا الخاصة فيه لأنه يعتبرها دخيلة أو غير طبيعية. يكون الحل عندها في اللجوء إلى الأنسولين لمدى الحياة.

 

تجدر الإشارة إلى أن فحص السكري لا يجرى لدى الكل بعد الإصابة بكورونا، إنما فقط لمن يعتبرون أكثر استعداداً للإصابة بالسكري ولديهم عوامل خطر كالسمنة والعامل الوراثي. ففحص السكري مطلوب بالنسبة إليهم حتى في حال عدم الإصابة بكورونا.