الماء الأزرق من الحالات الشائعة التي يعتقد كثيرون أنها تظهر فقط مع التقدم بالسن. في الواقع قد يكون هذا سبباً أساسياً للإصابة بها، إلا أنها يمكن أن تظهر لأسباب عديدة أخرى وقد تصيب أطفالاً، بحسب الطبيب الاختصاصي في جراحة وأمراض العيون الدكتور جورج حرب.
ما هو الماء الأزرق؟
لكل إنسان عدسة شفافة وراء البؤبؤ يدخل من خلالها النور حتى يرى بشكل طبيعي. مع مرور الوقت تفقد هذه العدسة من شفافيتها ولا يعود النور يدخل من خلالها بالمعدلات نفسها. ويحصل ذلك لأسباب عدة ما يستدعي استبدال العدسة بأخرى صناعية.
ما هي الأسباب وراء الإصابة بالماء الأزرق؟
تتعدد الأسباب وراء الإصابة بالماء الأزرق، فيما يعتقد كثيرون أن الإصابة ناتجة حصراً من التقدم بالسن. في الواقع يعتبر التقدم بالعمر السبب الرئيسي للإصابة، وفق ما يوضحه حرب، ومعظم الحالات تكون ناتجة منه. إنما تتعدد الأسباب وراء هذه الحالة ويولد بعض الأطفال وهم يعانونها. أما باقي الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك فهي:
- اتباع علاج بالكورتيزون
- الإصابة بالسكري
- العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة
- التعرض لضربة على العين.
هذا إضافة إلى السبب الجيني الذي هو وراء ولادة أطفال مصابين بالماء الأزرق، فيما قد يكون تعرض الحامل لمواد معينة أو التدخين أثناء الحمل من الأسباب المحتملة. وفي هذه الحالة يتم التشخيص سريعاً بعد الولادة. لكن بالنسبة للأطفال لا بد من إجراء العملية سريعاً ولا يتم تأجيلها كما بالنسبة للراشدين لأن الحالة تكون في مرحلة متقدمة.
مع الإشارة إلى أنه لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع أعمار الإصابة بالماء الأزرق بالمقارنة مع السابق، فإذا كانت تظهر الحالة بعد سن الخمسين أو الستين باتت تظهر قبل هذه المرحلة العمرية. لا تُعرف الأسباب الفعلية وراء ذلك لكن قد يكون التعرض بكثرة للأشعة الزرقاء الناتجة عن الأجهزة الإلكترونية من الأسباب.
هل تعتبر العملية صعبة؟
تعتبر علمية الماء الأزرق سهلة ولا تتطلب أكثر من 5 دقائق وباتت تجرى بالتخدير الموضعي. كما أن التعافي يكون سريعاً وما من حاجة إلا إلى المتابعة مع الطبيب للتأكد من النتيجة والتقيد باعتماد قطرات العين التي توصف في مثل هذه الحالة. هذا إضافة إلى أنه يطلب منه عدم فركها وعدم إدخال الماء إليها.
هل يسهل تشخيص حالة الماء الأزرق؟
في زيارة روتينية وعادية لدى طبيب العينين يمكن أن يشخص الطبيب الحالة بمجرد فحص العينين. كما أن ثمة أعراضاً ناتجة منها تجعل الشخص المعني يشعر مباشرة بوجود مشكلة ما كالغشاوة في النظر والانزعاج أثناء القيادة ومن النور. هذا إضافة إلى انه يحتاج إلى تغيير النظارات بشكل متكرر فيما لا يجدها مناسبة له. مع الإشارة إلى أن إصابة إحدى العينين بالماء الأزرق يتبعها عادةً إصابة العين الثانية.
ما الذي يمكن أن يحصل في حال عدم إجراء العملية وإهمال الماء الأزرق؟
في حال ترك الحالة من دون عملية، تصل إلى حد الفقدان الكلي للنظر، إلا أن هذه الحالة قابلة للمعالجة بمجرد إجراء العملية في وقت لاحق. يستعيد الشخص بعدها نظره بشكل طبيعي. وبالتالي هي حالة قابلة للمعالجة دوماً بالعملية.