بينما تفصلنا أشهر قليلة عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، طرحت صحيفة ”التايمز“ البريطانية تساؤلاً مهماً حول قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانتصار، والحصول على ولاية رئاسية ثانية بعد انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته أمس الإثنين: إن ترامب يعاني من أسوأ معدلات القبول مقارنة بأي رئيس سابق في زمن ما بعد الحرب، وإن العديد من الخبراء الاستراتيجيين يعتقدون أن ترامب لا يستطيع أن يفعل شيئاً لتغيير هذا الوضع قبل الانتخابات الرئاسية.
وأضافت الصحيفة: ”في عام 1932، سأل الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت، المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، أحد منافسيه السابقين في سباق الترشح، حول ما الذي يحتاجه كي يفوز في الانتخابات، وكانت المنافسة أمام هربرت هوفر، رجل الأعمال غير المعروف الذي تحول إلى سياسي، وكان يجاهد لمواجهة الأزمة الاقتصادية العميقة، الإجابة كانت بسيطة: يجب أن تبقى على قيد الحياة حتى نوفمبر، ظل روزفلت على قيد الحياة، وانتصر على هربرت في جميع الولايات الأمريكية باستثناء 6 فقط“.
أخطاء ترامب
وأضافت: ”الاستقطاب الحزبي في الولايات المتحدة قوي للغاية حالياً، بصورة تمنع أي مرشح من تحقيق فوز ساحق، ولكن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة المقبلة جو بايدن يمكن أن يغير المشهد، وصعوده للصدارة في استطلاعات الرأي يلقى دفعة قوية عبر أخطاء ترامب، خاصة في التعامل مع أزمة كورونا، بصورة أكبر من المهارات الخاصة بحملة بايدن الانتخابية، ومع ذلك فإنه لا يمكن الجدل في أن حملة بايدن الانتخابية تمضي بشكل سلس للغاية، منحه استطلاع Real Clear Politics الصدارة بفارق 10 نقاط“.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد بلوف، مدير حملة الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2008، قوله: إن ”بايدن يسير بصورة رائعة للغاية أكثر مما هو مأمول فيما يتعلق بالأصوات الحاسمة، مهمته الآن أن يسعى للحفاظ على هذا النسق بين الناخبين البارزين، وناخبي الضواحي، والناخبين من المتعلمين جامعياً، في المجمع الانتخابي“.
وتابعت: ”قدّم ترامب اعترافاً بأنه في طريقه لخسارة الانتخابات، وذلك عبر قراره بإقالة مدير حملته براد بارسكال، وتعيين بيل ستيبين، الاستراتيجي الجمهوري، الذي عمل من قبل مع جون ماكين، ورودي جولياني، وكريس كريستي“.
تعديل مسار الانتخابات
وبحسب الصحيفة، يبقى السؤال، هل ترك الرئيس ترامب لنفسه ما يكفي من المساحة السياسية كي يستطيع تعديل مسار الانتخابات مرة أخرى؟.
وفي هذا الصدد، نقلت ”التايمز“ عن لاري ساباتو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا، قوله: إن الأمل الوحيد الباقي أمام ترامب هو انحسار أزمة فيروس كورونا.
وأضاف: ”لقد انهار ترامب نتيجة عثراته في التعامل مع أزمة كورونا، كما أن الوباء تسبب في هبوط حاد في الاقتصاد، ما لم يكن انهيارًا، هذا المزيج مسموم، ولكن كما نعلم من التاريخ السياسي، فإن المهم ليس الموقف الحالي، ولكن ما إذا كان المواطنون يملكون أملاً حقيقياً في تحسن الأوضاع قريباً، هذا الأمل يتطلب أن تكون هناك طفرة في الوصول إلى لقاح“.
من جانبها، قالت راشيل بيتكوفر، خبيرة استطلاعات الرأي في مركز ”نيسكانين“: إن هناك قطاعًا متناقصًا من الناخبين الذين يستطيع ترامب إقناعهم في الفترة المقبلة.
وأضافت: ”نسبة الناخبين المترددين قليلة للغاية الآن، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل انتخابات الرئاسة السابقة عام 2016، في ذلك الوقت كانت هناك مؤشرات واضحة بأن هناك رفضا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والدلائل كانت ظاهرة، وكان من الجنون أن الناس لم يروها، في الطبيعي تكون نسبة الناخبين المترددين 5%، كانت وقتها 15%، أما الآن، وبالنسبة للديمقراطي بايدن، فإن النسبة أقل كثيراً من هذا المعدل“، وفقا للصحيفة.
إلا أن الدكتور لاري ساباتو رأى بحسب الصحيفة، أن المظاهرات التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً هي أمر جيد بالنسبة لترامب.
وقال: ”لا تهمني ما تقوله استطلاعات الرأي عن المظاهرات، ولكنها تضرّ الديمقراطيين، ترامب يستغل الفرصة من خلال إرسال قوات إلى مراكز المدن التي لا تضم تقريباً ناخبين جمهوريين، وهذا يمنحه نقاطاً إيجابية في الضواحي والريف حيث تأتي الأصوات، والتصويت لصالحه انهار في الضواحي، وهو الآن يستطيع استعادة قدر من تلك الأصوات“.