وجه الناشط اليمني جلال الصلاحي موجة من الانتقادات الحادة تجاه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، على خلفية إدخال خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" إلى البلاد، دون دفع رسوم أو التزامات مالية للدولة، على حد قوله.
ووجّه الصلاحي اتهامات مباشرة إلى المستثمر في الخدمة محمد رشاد العليمي، نجل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، مشيرًا إلى أن إدخال الخدمة تم دون أي مقابل مالي لخزينة الدولة، خلافًا لما يحدث في دول أخرى مثل مصر والسودان والأردن.
وفي مقطع مرئي نشره عبر منصة "إكس"، قال الصلاحي إن شركة "ستارلينك" كان من المفترض أن تدفع مليار دولار للدولة اليمنية، أسوة بشركات الاتصالات العالمية مثل "أوبر"، مؤكدًا أن "محمد رشاد العليمي لم يدفع فلسًا واحدًا"، وتساءل بلهجة غاضبة: "لماذا نشقى من أجل ابن رشاد العليمي؟".
كما وجّه الصلاحي انتقادات لاذعة لوزير الاتصالات واعد باذيب، متسائلًا عن أسباب توريد إيرادات الوزارة إلى بنك تجاري (كاك بنك) بدلًا من البنك المركزي اليمني في عدن، واعتبر ذلك دليلاً على خضوع الوزارة لمصالح تجارية خاصة، قائلاً: "لأنك تعمل لصالح تاجر اسمه محمد رشاد العليمي".
???? فوارق صادمة في الأسعار
الصلاحي سلط الضوء على الفوارق الكبيرة بين أسعار أجهزة وباقات "ستارلينك" عالميًا وتلك المعروضة في اليمن، معتبرًا أن الخدمة التي أطلقها إيلون ماسك جاءت لكسر احتكار شركات الاتصالات التي تستخدم الموجات القصيرة والموجات الطويلة والانتينات المحلية ، لكنها تحولت في اليمن إلى خدمة باهظة الثمن لا تخدم المواطن العادي.
وأوضح أن الجهاز الذي يُباع عالميًا بـ500 دولار يُعرض في اليمن بسعر 999 دولار، بينما يُباع جهاز آخر بـ200 دولار عالميًا ويُعرض محليًا بـ800 دولار.
وقال : "الاكاونت "الحساب" التجاري الواحد تستطيع ان تشبك فيه مائتي يوزر ون لميتد داتا بيست (One Limited Dataset) ولا يوجد حاجة اسمها انترنت محدود ، لكن عندنا في اليمن يبعون لك ثلاثة جيجا ، عشرة جيجيا، وفوق هذا عادك تريد واسطة أن يكون عمك مدير البريقة وفادي ابن خالتك يكون في المخدرة بدار سعد".
كما أشار إلى أن باقة "ستارلينك للأعمال" تُباع عالميًا بـ550 دولار، بينما تُعرض في اليمن بنفس السعر المرتفع للجهاز العادي، دون أي مبرر منطقي.
مقارنة الباقات: فجوة غير مبررة
انتقد الصلاحي أيضًا طريقة تسعير الباقات، مؤكدًا أن الباقة التي تحتوي على 40 جيجا تُباع في اليمن بـ47 دولار، بينما هو يستخدم باقة غير محدودة بسعر 19 دولار فقط، تشمل 100 جيجا و300 دقيقة اتصال دولي.
وأضاف ساخرًا: "أنتم تبيعون الإنترنت بهذه الاسعار المرتفعة وانتم في مخدرة لحج، وليس في بلد غني".
ردود فعل شعبية غاضبة
ورغم الترويج الرسمي للخدمة من قبل وزارة الاتصالات في عدن، واعتبارها نقلة نوعية في قطاع الاتصالات، عبّر مواطنون عن استيائهم من الأسعار المرتفعة، مؤكدين أنها تفوق قدرة المواطن العادي، ولا يستفيد منها سوى كبار التجار أو من يتقاضون رواتبهم بالدولار والعملات الأجنبية.
است آر لينك العليمي pic.twitter.com/BhS8y7gpbS
— Galal Alsalahi (@Galalusa) August 7, 2025