ذكر قائد القوّات البريّة الأوكرانية اليوم الجمعة أن القوّات الروسية تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية في اتجاهات عدّة في محاولة لحصار مدينة باخموت الشرقية الصغيرة بالكامل.
وقال الجنرال أولكسندر سيرسكي "لا تزال باخموت بؤرة الأعمال العدوانية. المعارك من أجل المدينة مستمرة".
وأضاف "العدو يستخدم كل قواته ويحاول اختراق الدفاع في اتجاهات عدّة ومحاصرة المدينة بالكامل".
باتت باخموت أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. واستولت القوات الروسية بقيادة مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة على الجزء الشرقي من المدينة لكنها فشلت حتى الآن في حصارها.
ويشكّل الاستيلاء على باخموت أولوية لدى روسيا في استراتيجيتها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا.
وتسنّى لمراسلين من "رويترز" على بعد 1.5 كيلومتر تقريباً من الخطوط الأمامية في باخموت سماع دوي قصف المدفعية من الجانبين وأصوات طلقات الأسلحة الصغيرة أمس الخميس.
وذكر الجندي إيهور (36 عاماً) من موقع القصف بقذائف المورتر أن القوات الأوكرانية استُهدفت بضربات جوية وقذائف مورتر وقصف بالدبابات.
وأضاف من خندق عميق "أنت لا تتحقق دائماً مما يطير فوق رأسك".
ولفتت المخابرات البريطانية اليوم الجمعة إلى أن بعض المقاتلين الروس عبروا النهر الذي يقسم المدينة لكن القوّات المسلحة الأوكرانية ما زالت تدافع عن الجزء الغربي.
وذكر مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك على تيليغرام أن القوات الروسية شنّت أيضاً أربع ضربات جوية على بلدة أفدييفكا في جنوب باخموت اليوم الجمعة، ونشر صورة لمبنى سكني مدمّر.
وكتب "تتعرّض المدينة للقصف على مدار الساعة تقريباً"، موضحاً أنه لم يسقط ضحايا اليوم الجمعة.
وجاء في التقرير البريطاني أن الهجوم الروسي تباطأ بشكل عام لكن من المرجح أن يشتد بمجرد وصول التعزيزات. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقّق من التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين لكنها تشير إلى أنها قصفت البنية التحتية لتقويض قدرة الجيش الأوكراني والقضاء ما تصفه بأنه تهديد محتمل لأمنها.
وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها روسيا بشن حرب غير مبررة للاستيلاء على أراض من جارتها الموالية للغرب.
الكرملين يعترف أقرّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمجلة "نيوزويك" أنّ العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا طالت أكثر مما كان مخططاً لها في البداية، مشيراً الى أنّ "العملية العسكرية" ضد كييف تطورت إلى صراع مع حلف الناتو بأكمله.
وقال بيسكوف إن ما بدأ كحرب ضد حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحوّل إلى مواجهة أوسع مع حلف الناتو، الذي بدأ منذ 24 شباط (فبراير) 2022 في جهود غير مسبوقة لتسليح أوكرانيا وعزل موسكو.
واعترف بيسكوف: "لقد امتد وقت العملية العسكرية الخاصة بالفعل"، مستخدماً مصطلحات الكرملين لغزوها أوكرانيا، متابعاً: "لقد بدأت كعملية ضد النظام الأوكراني وتستمر، في الواقع، كحرب ضد الناتو، بمشاركة فعلية للعديد من دول الحلف بما في ذلك الولايات المتحدة".
ولكن شدد بيسكوف على أنّ "هذا لن يمنع روسيا من تحقيق أهدافها المنشودة... يجب أن نضمن الاستقرار الدولي في القارة وأمن الاتحاد الروسي للأجيال الحالية والمقبلة".
تصفية رئيس فاغنر؟ فجّر رئيس مجموعة فاغنر العسكرية حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأهم يفغيني بريغوجين مفاجأة من العيار الثقيل، حيث زعم أن هناك خططاً لتصفيته وتصفية مجموعته في أوكرانيا سواء قبل نهاية الحرب أو بعدها، وفقاً لتقرير نشره معهد دراسات الحرب الأميركي.
وأضاف المعهد أن معلوماته تستند إلى "نقاش مزعوم" دار بين بوتين وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف بشأن مستقبل فاغنر.
في هذا السياق، تحدّث بريغوجين عن أن باتروشيف حذر بوتين من مخاطر قيام فاغنر بتكوين قوة أكبر تمكنها من احتلال أراض على حدود أوكرانيا وربما حتى التقدم داخل روسيا، وفق قوله. وأتى كلامه إجابة على سؤال صحافي نشرته خدمة بريغوزين الإعلامية أمس الخميس.