رغم أخطاء الذكاء الاصطناعي... "مايكروسوفت" مستمرة في التسويق لمنتجاتها

تكنولوجيا
قبل سنة 1 I الأخبار I تكنولوجيا

اكتسبت روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي شهرةً كبيرة، بعدما أذهلت المستهلكين بقدراتها على إنشاء نصوص تبدو كأنها من إنتاج الإنسان، وعلى الرغم من أن هذه الأدوات قد تحسّنت كثيراً في إنتاج ردود إبداعية وروح الدعابة في بعض الأحيان، إلا أنها غالباً ما تتضمن معلومات غير دقيقة.

 

عندما طرحت شركة مايكروسوفت أداة دردشة "بينغ" الخاصة بها الشهر الفائت، والتي أُنشئت باستخدام نموذج اللغة "جي بي تي 4"، لاحظ المستخدمون أن الأداة كانت تقدم إجابات خاطئة أثناء عرض توضيحي يتعلق بتقارير الأرباح المالية، وأشار موقع "سي أن بي سي" إلى أنه يمكن لـ"بينغ" أن يقدّم حقائق مزيفة قد يعتقد المستخدمون أنها الحقيقة.

 

إلّا أن هذه المشكلات لم توقف المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا؛ أعلنت "غوغل" يوم الثلثاء أنها ستضيف تقنية الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى "جيميل" ومحرّر مستندات "غوغل"، ما يسمح لها بالمساعدة في إنشاء رسائل البريد الإلكتروني أو المستندات، وردّت "مايكروسوفت" يوم الخميس أن تطبيقاتها التجارية الشهيرة مثل "Word" و"Excel" ستأتي قريباً مدمجة مع تقنية شبيهة بـ"شات جي بي تي"، أطلقت عليها اسم "Copilot".

 

لكن هذه المرة، تروّج "مايكروسوفت" للتقنية باعتبارها "خاطئة بطريقة مفيدة"، إذ لفت المسؤولون التنفيذيون في الشركة إلى أن البرنامج قد ينتج ردوداً غير دقيقة، لكنهم اعتبروا ذلك شيئاً مفيداً إذا أدرك الناس أن ردود "Copilot" قد تكون غير دقيقة في معلوماتها، حيث يمكنهم تعديل الأخطاء وإرسال رسائل البريد الإلكتروني أو إنهاء العرض التقديمي بسرعة أكبر.

 

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يجعل تفكير الناس أسرع... وأقل دقّة

 

على سبيل المثال، إذا أراد شخص ما إنشاء بريد إلكتروني يتمنى فيه عيد ميلاد سعيداً لأحد أفراد الأسرة، فيمكن أن يظل برنامج "Copilot" مفيداً حتى لو كان يقدّم تاريخ ميلاد خاطئاً، فتعتبر "مايكروسوفت" أن مجرّد قيام التقنية بإنشاء نص يوفّر على الشخص بعض الوقت، فهو مفيد، لكن على الأشخاص توخي الحذر والتأكد من عدم احتواء النص على أي أخطاء.

 

في المقابل، أعرب بعض التقنيين عن مخاوفهم من أن الناس قد يضعون الكثير من الثقة في الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث، إذ قد يطرحون عليها أسئلة مصيرية قد تتعلّق بالصحة مثلاً، حيث من الصعب التأكّد من المعلومات دون الاستعانة بخبير.

 

وكتب الباحثان نوح جيانسيراكوزا وغاري ماركوس في مجلّة "التايمز" أن الناس قد لا ينجحون في حماية أنفسهم من أولئك العازمين على استخدام "شات جي بي تي" من أجل الشر، وذكرا أنّه في وقت سابق من هذا الأسبوع رأينا أن جميع محركات البحث الجديدة تستمر في الهلوسة" وإعطاء معلومات غير دقيقة.

 

لذلك، هل يمكن الوثوق بمنتج "ماكروسوفت" الجديد؟

قال كبير العلماء في "مايكروسوفت" جايمي تيفان إنه عندما "يخطئ برنامج "Copilot" في أو يكون لديه تحيز أو يساء استخدامه، فسيكون لدى "مايكروسوفت" "وسائل تخفيف". بالإضافة إلى ذلك، ستختبر الشركة البرنامج مع 20 عميلاً في الشركات فقط في البداية حتى تتمكن من اكتشاف كيفية عمله في العالم الحقيقي.

 

وأشار تيفان إلى أنّهم سيرتكبون الأخطاء، ولكن عندما يحدث ذلك سيتعاملون معها بسرعة.

 

إذاً، من الصعب حالياً على "مايكروسوفت" تجاهل الحماسة تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي أمثال "شات جي بي تي"، وسيكون التحدي بالنسبة للشركة هو دمج هذه التكنولوجيا بطريقة لا تؤدي إلى خسارة ثقة الجمهور في البرنامج أو تؤدي إلى كوارث كبيرة في العلاقات العامة.