يشهد العالم سباقًا محمومًا في ميدان الرقائق الإلكترونية وصفه خبراء بأنه “حرب حقيقية” بين القوى العظمى حيث بات التفوق في هذا المجال مفتاح السيطرة على الصناعات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة.
ويشير المهندس الاستشاري مجيد الناشي، المتخصص في مجال الطاقة إلى أن “قادة هذه الحرب ليسوا جنرالات الجيوش، بل مهندسون وتقنيون يمتلكون مهارات خلاقة وإبداعًا مذهلًا” مؤكداً أن معركة تصغير وزيادة كفاءة الرقائق الإلكترونية أصبحت اليوم جوهر المنافسة بين الدول والشركات الكبرى.
وحققت شركات أمريكية في عام 2018 قفزة نوعية بالوصول إلى رقائق بقياس 7 نانومتر، قبل أن تعلن شركة IBM لاحقًا عن ابتكار شريحة أصغر بقدرة 2 نانومتر، وهو إنجاز وصف حينها بالثوري. إلا أن المفاجأة جاءت من الصين، حيث كشف باحثون في جامعة فودان عام 2025 عن تطوير شريحة جديدة أطلقوا عليها اسم WYJI بسمك يقل عن 1 نانومتر وتحتوي على 5900 ترانزستور، وهو مستوى كان متوقعًا بلوغه عالميًا عام 2027، لكن الصين تجاوزت التوقعات مبكرًا.
ويؤكد الناشي أن هذا التقدم المذهل، الذي كان قبل سنوات يُعتبر من “خطوط المستحيل”، يفتح الباب أمام تحولات جذرية في الأجهزة والمعدات التي يستخدمها الإنسان يوميًا، مضيفًا: “قد نشهد خلال الأعوام المقبلة وصول العالم إلى مستوى 0.1 نانومتر، وهو ما كان يعد مستحيلاً بالأمس وأصبح اليوم واقعًا”.
ويخلص الخبير العراقي إلى أن التطور العلمي لا حدود له، طالما استثمرت عبقرية الإنسان في الاتجاه الصحيح والفعال، مشددًا على أن الرقائق الإلكترونية لم تعد مجرد أدوات تقنية، بل مفاتيح لهيمنة اقتصادية واستراتيجية على مستقبل العالم.