لطالما قال الإسرائيليون إنهم يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم. ولكن كان من البديهي أيضًا أن تستمر الولايات المتحدة في توفير "ميزة نوعية" في مجال الأسلحة بالإضافة إلى الدعم السياسي القوي. فهل لا يزال هذا الأمر صحيحا؟
بحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية، "إن إسرائيل اليوم دولة قابلة للاشتعال. فقد أدى تقارب عيدي الفصح والفطر إلى زيادة التوترات في القدس حيث تتواجد كل الأديان في البلدة القديمة وحول ما يسميه اليهود جبل الهيكل أو المسجد الأقصى. إنها ليست مشكلة بين الأديان فحسب، بل هي مشكلة دينية داخل إسرائيل، حيث تتعرض الأخيرة لاحتجاجات ضخمة ضد الخطوات الأخيرة التي اتخذتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية". وتابعت الصحيفة، "كما أن الدعم لإسرائيل يتآكل في الولايات المتحدة.
لقد ولت الأيام التي كانت الحكومات الإسرائيلية تتودد فيها إلى كلا الحزبين ويوافق الكونغرس على الدعم بأغلبية ساحقة من قبل الحزبين. فقد تراجع الدعم بين الديمقراطيين لإسرائيل إلى مستويات منخفضة جديدة، حيث حض أكثر من 80 من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الرئيس الأميركي جو بايدن على "استخدام كل الأدوات الدبلوماسية المتاحة لمنع الحكومة الإسرائيلية الحالية من إلحاق المزيد من الضرر بالمؤسسات الديمقراطية في الدولة".
كما وازداد العداء تجاه الطلاب اليهود في حرم الجامعات إلى جانب دعم العقوبات ضد المنتجات التي تنتجها إسرائيل في الأراضي "المحتلة"، بما في ذلك الضفة الغربية".
وأضافت الصحيفة، "أضف إلى ذلك إيران، خاصة بعد أن أصبحت الفرص ضئيلة جداً لإحياء الاتفاقية النووية الإيرانية، المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي كانت مدعومة سابقًا من قبل روسيا والصين بالإضافة إلى الغرب. علاوة على التقارب الأخير الذي توسطت فيه الصين مع المملكة العربية السعودية، فلدى إيران ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع عدة قنابل نووية وتوترات أقل مع منافسيها الإقليميين الآخرين.
قالت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إنهما لن تسمحا لإيران بامتلاك سلاح نووي. إذن، ماذا الآن؟ وماذا لو اتخذت بقية المنطقة، بدءًا من السعودية، خطوات للحصول على أسلحة نووية أيضًا؟"
فبحسب الصحيفة، "لا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ، خاصة في ظل تركيز الغرب على أوكرانيا، ومع تهديدات الصين الصاعدة بمهاجمة تايوان ومع تزايد السياسات السامة في كل مكان.
ومن جانبها، أعلنت إسرائيل للتو أنها تحمل الحكومة السورية المسؤولية عن مهاجمة وكلاء إيران لإسرائيل من سوريا. فماذا ستفعل الولايات المتحدة إذا دخل الشرق الأوسط في حالة الحرب؟ وماذا لو كانت تلك الحرب تنطوي على التهديد والاستخدام المحتمل للأسلحة النووية؟ لا شك أن البنتاغون لديه خطط طوارئ، لكن خيارات السياسة صعبة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون بناء الدعم السياسي أمرًا صعبًا للغاية في هذه المرحلة".
وتابعت الصحيفة، "يواجه نتنياهو عقبات كبيرة أيضًا، حيث أوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا يدعم تفكيك القضاء (هدف رئيسي لتحالف نتنياهو الحالي) لأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات.
وأقال نتنياهو وزير دفاعه ، يوآف غالانت، بشكل مفاجئ قبل أسابيع قليلة، بعد أن أعرب عن معارضته لهذه الخطوة. وفي مواجهة غضب شعبي هائل عقب الإقالة، قام نتنياهو بعد ذلك بتعليق القرار وأعلن أن غالانت سيبقى في منصبه. فحتى لو وجدت الولايات المتحدة موطئ قدم لها، فهل سينصاع لأوامر قيادتها؟ يشعر الكثيرون في الشرق الأوسط بخيبة أمل بعد خروج أميركا الفوضوي من أفغانستان.
كما وامتنعت معظم دول الخليج عن إدانة روسيا لغزوها غير القانوني لأوكرانيا، وامتنعت إسرائيل عن قرار بجعل روسيا تدفع تعويضات. كما وأن العديد من دول الخليج بدأ الآن علاقات دافئة مع إيران وكذلك الصين".
وختمت الصحيفة، "ليس هناك وقت كثير لترتيب كل ما سبق ذكره. في الواقع، ربما ليس هناك وقت أبداً".
