أظهر تصريح نشرته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية UKMTO حقيقة التنامي التجاري الكبير الذي يشهده ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأشار التصريح إلى أن الكثير من السفن التجارية التي كانت قريبة من مرسى ميناء عدن، تحولت بشكل مفاجئ إلى ميناء الحديدة عقب تلقيها إشعارات وتوجيهات صادرة جهة تتبع الأمم المتحدة؛ الأمر الذي يؤكد حقيقة التواطؤ مع الميليشيات الحوثية في تعزيز الحركة التجارية في موانئ الحديدة على حساب ميناء عدن الواقع تحت الحكومة الشرعية.
أوضحت البحرية البريطانية أن الجهة التي أصدرت تلك التوجيهات تنتحل صفة فريق آلية الأمم المتحدة للتحقيق والتفتيش في اليمن، (UNVIM)، داعية السفن الموجودة في المنطقة المجاورة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
وأنشأت الأمم المتحدة آلية للتحقق والتفتيش الخاصة بالسفن التجارية الواصلة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين امتثالا لقرار مجلس الأمن رقم 2216. واتخذ الفريق الأممي ميناء جيبوتي مقراً له ولعمليات التفتيش قبل التوجه إلى الموانئ اليمنية.
إلا أن هذه الآلية تم إيقاف العمل بها مطلع العام الجاري ضمن اتفاق غير معلن بين الأمم المتحدة والميليشيات الحوثية وهو ما زاد من تنامي حركة الواردات في موانئ الحديدة وفقاً لتقارير صادرة عن منظمات أممية.
تنامي النشاط التجاري في الحديدة دفع بالقيادات الحوثية إلى التحرك صوب تطوير ميناء الحديدة ليكون منفذاً رئيسياً بإشراف ودعم أممي بديلاً عن الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وكشفت الزيارة التي قام بها وزير النقل في حكومة صنعاء غير المعترف بها، المدعو عبدالوهاب الدرة، وكذا محمد إسحاق المعين في منصب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر إلى ميناء الحديدة حقيقة الدعم الأممي لتعزيز حركة تناول الحاويات واستقبال السفن التي تدر بعائدات كبيرة لصالح الخزينة الحوثية.
وحث القيادي الحوثي الدرة على تحسين أداء الميناء، بما يواكب تنامي الحركة التجارية والاستثمارية في المحافظة، لافتاً إلى أن النشاط التجاري للميناء سيشهد خلال الفترة المقبلة تطوراً ملحوظاً. مطالباً الأمم المتحدة بتوقيع مذكرة التأمين البحري مقارنة بما تم في الموانئ المحررة مؤخراً.
كما ألمح القيادي الحوثي إلى تنفيذ مشاريع لتطوير ميناء الحديدة خلال الفترة القادمة من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وفقاً لاتفاقية ستوكهولم 2018م. متوعداً بأنهم سوف ينتصرون بالجبهة الاقتصادية كما انتصروا في الجبهة العسكرية.