قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري إن بلاده تمنح إقليم كردستان والعراق بضعة أيام لنزع أسلحة الأحزاب الكردية وطردها من عموم العراق.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن باقري قوله مساء الجمعة: «لا مكان لأعدائنا والأجانب في المنطقة عن الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة». وأضاف: «يجب نزع سلاح القوات الانفصالية الإرهابية المسلحة بالكامل، وطردها من عموم العراق».
وتابع باقري: «لقد كان من المقرر نزع أسلحة هذه الجماعات حتى يوم 19 سبتمبر (أيلول) لكن ما حدث عملياً خلال 6 أشهر من المهلة، ابتعاد تلك الجماعات قليلاً من الحدود».
وأضاف أن الرئيس إبراهيم رئيسي «طلب منا الصبر ومنح مهلة بضعة أيام، ونحن سننتظر» وفق ما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».
وجاءت تصريحات باقري بعد ساعات من خطاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال عرض عسكري بمناسبة ذكرى الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات، وقال إن «الحكومة العراقية بدأت خطوة إيجابية»، لكنه طالب رئيس الأركان الإيراني الذي كان يقف على يمينه، بأن يرسل وفوداً عسكرية إلى إقليم كردستان للتأكد من نزع أسلحة الأحزاب الكردية «الانفصالية»، سواء في الحدود مع إيران، أو عمق الإقليم، أو أي مكان آخر.
وكانت إيران قد حددت 19 سبتمبر الحالي موعداً نهائياً لاتخاذ العراق وحكومة إقليم كردستان العراق إجراءات ضد الأحزاب الكردية المناوئة لطهران التي تتمركز مواقعها الرئيسية في الحدود بين إقليم كردستان والحدود الإيرانية.
وأعلنت اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاق الأمني المشترك بين العراق وإيران يوم الثلاثاء إخلاء مقرات مجموعات المعارضة الإيرانية قرب حدود البلدين بشكل نهائي.
وأفاد موقع «راديو فردا» الأميركي نقلاً عن مصادر كردية أن بعض تلك الأحزاب قامت بتفجير مقرات لها قرب الحدود الإيرانية، قبل مغادرة تلك المقرات. ومن بينها مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كويسنجق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية إن بغداد بدأت تنفيذ إجراءات على الأرض لتأمين الحدود المشتركة مع إيران وذلك بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق.
وشن «الحرس الثوري» الإيراني في سبتمبر العام الماضي هجوماً بأكثر من 70 صاروخاً أرض - جو والعشرات من الطائرات المسيرة المفخخة على كردستان العراق، استهدفت مقرات «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» ومدرسة للاجئين الإيرانيين ومخيمات اللاجئين في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، ومقرات جناحي «حزب الكوملة الكردستاني» في منطقة زركويز بمحافظة السليمانية، ومقرات «حزب الحرية الكردستاني الإيراني» في جنوب أربيل.
وفسرت تلك الهجمات في الداخل الإيراني بأنها محاولة لصرف الأنظار عن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت شرارتها في طهران، وتوسعت في المدن الكردية على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني التي تنحدر من مدينة سقز، في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.