قال رئيس الهيئة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي د. ناصر الخبجي إن مفاوضات السعودية مع جماعة الحوثي، تجاوزت كل المكونات التي تشكل منها مجلس القيادة الرئاسي، مبديًا في الوقت ذاته الترحيب بأي تفاهمات بين الرياض وصنعاء.
وأكد الخبجي في لقاء مع مركز صنعاء للدراسات أن المجلس الانتقالي عبر عن موقفه بشأن تلك المفاوضات في أكثر من موقف وفي أكثر من وسيلة إعلامية كان آخرها تصريحات رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي لصحيفة الجارديان البريطانية.
وقال "معظم المكونات داخل الشرعية التزمت الصمت حيال ما يدور بين السعودية والحوثيين، وهذا الصمت يعني إما رضى وقبول وإما عجز عن إبداء أي موقف".
ودعا الخبجي القوى السياسية في مجلس القيادة إلى استنكار ما وصفه بالتهميش والإقصاء، قائلًا إن اتفاق ومشاورات الرياض كان هدفها واحد وهو توحيد كل قوى الشرعية في مواجهة الحوثي سلمًا أو حربًا.
وأضاف "للأسف لا يزال مجلس القيادة يعاني من تباينات داخله وموقفه يكاد يكون ضعيفًا.
وفي رده على سؤال: هناك تنسيق لكم مع الإمارات بشأن موقف موحد من تلك المحادثات التي تجريها السعودية مع الحوثيين؟ أجاب د. الخبجي "بحسب علمي من رئيس المجلس الانتقالي فإن الإمارات لا علم لديها عن هذه التفاهمات وتكاد تكون بعيدة عن هذه الأمر".
وعن علاقة الانتقالي الجنوبي بالسعودية وموقفها من مطالب الانتقالي، قال الخبجي "نحن مع وقف الحرب ومعالجة الجوانب الإنسانية، لكن موضوع دفع المرتبات من ثروات الجنوب فهذا أمر مرفوض، وهذا موضع تباين بيننا وبين السعودية، متسائلًا: كيف سندفع مرتبات للحوثيين دون أن نضع إطار خاص للتفاوض حول قضية الجنوب".
وأضاف "المجلس الانتقالي مسيطر على الجنوب والحوثي على الشمال وهذا لا يعني أننا سنتفاوض بشكل مباشر مع الحوثيين، ولكن ملتزمين بما يتم من خلال الشراكة مع التحالف العربي ومع الشركاء الدوليين، بمعنى أن عملية سياسية يجب أن تتم تحت رعاية إقليمية ودولية، فالحوثي طرف انقلابي ولا يمكن الاعتراف به إلا في حال اعترافه بقضية شعب الجنوب وبالشرعية".
وعن مجلس النواب قال د. الخبجي "تحديات كثيرة تواجهنا بالنسبة للبرلمان، وكما تعرف أن البرلمان انقسم إلى قسمين برلمان في صنعاء وبرلمان في عدن والأكثرية من أعضاء البرلمان غير موجودين في عدن ومقيمين في القاهرة والرياض وتركيا وخارج البلاد معظمهم، ويمكن عدد قليل جدًا هنا، والجانب الآخر حتى البرلمان إلى الآن عمره 20 عامًا وتكاد تكون شرعيته غير موجودة من الأساس والمجموعة المتواجدة لم تستطع أن تجتمع ولا نعرف الأسباب وما المانع أن تنعقد جلساته في عدن، هذا يعود إلى رئيس البرلمان ونوابه وهم من المفترض عليهم الإجابة عن هذا السؤال".
وقال "الوظيفة الأساسية التي جاءت من أجلها حكومة المناصفة أو اتفاق الرياض لم تقم بمهامها، ومهامها أن تقوم بمهام خدماتية وتعالج قضايا الكهرباء والتعليم والصحة والأمن والاستقرار في هذه المناطق ولكن هذه الأمور كلها لم تعالج إلى يومنا هذا، أما مسألة توحيد الجانب الأمني والعسكري لم تكن هناك نص بهذا الشكل ولكن النص الموجود هو تنظيم هذه القوات تحت وزارة الدفاع ووزارة الداخلية بعد أن يتم هيكلة وزارة الدفاع والداخلية وأن يكون المجلس الانتقالي شريك في وزارة الداخلية والدفاع وأن تكون هذه القوات تخضع لهذه الوزارات ولكن للأسف لم يتم هيكلة الوزارة لا وزارة الدفاع ولا الداخلية وبالتالي كان يفترض أن تشكل غرفة عمليات مشتركة إضافة إلى خروج القوات من المدن والعواصم ماعدا قوات المنطقة الأولى المتواجدة في سيئون مازالت متواجدة منذ 94 في سيئون والمفترض أن تخرج إلى مناطق الجبهات القتالية لمواجهة الحوثي لكن بقائها في سيئون غير مبرر".
وحول مسألة العودة للوحدة مع الشمال قال القيادي بالمجلس الانتقالي "طالما أننا نتفق ونبحث عن جذور القضية وأسباب الفشل أكيد بنصلح، إذا افترضنا أن الوحدة جاذبة لنا فمن يرفضها لكن إذا الوحدة تهمشني وتقصيني وتبعدني وتأخذ حقي فطبيعي لن أقبلها، حتى إذا نحن إخوان داخل بيت واحد وشعرت أن أخاك قاسٍ عليك ويأخذ حقك طبيعي أن تخرج من البيت وتبحث عن مسكن آخر".
وأضاف "لا توجد بيننا مفاوضات مباشرة مع الحوثي، والحوثي يدرك ما هدف المجلس الانتقالي والحراك الجنوبي وهو كان في فترة من الفترات داعم للحراك الجنوبي قبل 2014م، قبل ما ينقلب على الشرعية ويحتل العاصمة والجنوب، كان متعاطف مع قضية شعب الجنوب وكان يطرح خيارات مع تطلعات شعب الجنوب ولكن بعد أن انقلب على السلطة الشرعية وغزا الجنوب للمرة الثانية وخرج بفعل المقاومة تغير موقفة، موقفة الآن يريد أن يبتلع الجنوب مع الشمال وأيضًا يصل إلى خارج اليمن، ولا يوجد معنا تفاوض أو حوار مع الحوثيين".
وتابع "نحن نتحدث أن هناك قضيتين موجودة ، قضية الجنوب وهي قضية فشل الوحدة نقدر نقول عليها هكذا، وقضية السلطة أو الحكم، نحن في الجنوب نبحث عن هذه القضية كيف نعود إلى وضعنا السابق أو نتفاوض، تفاوض بين الشمال والجنوب، أما ما يحصل الآن بين الحوثي والشرعية كل واحد يريد أن يحكم بطريقته الخاصة، الحوثي يريد أن يحكم بطريقته والأحزاب الأخرى تريد أن تحكم بالديمقراطية ولكن أكثرها مناطقية ولا تريد الجنوب، وبالتالي نحن نريد أن نتحاور ونتفاوض ونطرح كل القضايا على طاولة الحوار ومن خلال التفاوض والحوار نصل إلى حلول، نحن لسنا ضد الحوار أو التفاوض أي قضية تطرح كما هي، والقضية الأساسية هي قضية الجنوب ونشأت نتيجة فشل الوحدة وحرب 94 نعود إلى جذور هذه القضية ونبحث فيها".