أدّت المبالغة في استخدام المضادات الحيوية إلى مقاومة الجراثيم المقاومة لها من حولنا، ما يزيد من التحدّيات الطبية والمجتمعية، وفق ما ورد في mayoclinic. في أسبوع التوعية حول استخدام المضادات الحيوية.
ما دور المضادات الحيوية؟
تُعتبر المضادات الحيوية في غاية الأهمية كأدوية في معالجة الإلتهابات الجرثومية. وهي قادرة على الحدّ من انتشار المرض، كما تساعد في الحدّ من المضاعفات الخطيرة. إلاّ أنّ بعض المضادات الحيوية لم تعدّ فاعلة ابداً في مواجهة بعض أنواع الجراثيم.
وعندما لا يعود المضاد الحيوي فاعلاً في مواجهة بعض أنواع الجراثيم يُحكى عن الجراثيم المقاومة، حتى أصبحت هذه الحالة من المشكلات الصحية الطارئة والأكثر خطورة في العالم. وتُعتبر المبالغة في استخدام المضادات الحيوية وسوء استخدامها من العوامل الأساسية التي ادّت إلى مقاومة المضادات الحيوية.
ما الذي يسبّب مقاومة المضادات الحيوية؟
تقاوم البكتيريا دواءً ما عندما يحصل تغيير فيها بشكل من الأشكال. فهذا التغيير قد يفيد البكتيريا من آثار الدواء او يضع حدوداً لقدرة الدواء على الوصول إلى البكتيريا.
كما يمكن أن يؤدي التغيير إلى إحداث تغيير في الدواء او تدميره بحيث يفقد فعاليته. والبكتيريا التي تقاوم المضاد الحيوي يمكن أن تتكاثر وتنقل هذه المزايا المقاومة للمضاد الحيوي. هي حالة طبيعية ومتوقعة، لكن الطريقة التي تُستخدم فيها المضادات الحيوية تؤثر على سرعة ودرجة بلوغ مقاومة المضادات الحيوية.
تعزز المبالغة في استخدام المضادات الحيوية، واستخدامها بشكل خاص عندما لا تكون هناك حاجة إليها، إلى حالة مقاومة المضادات الحيوية. علماً انّه تبيّن بحسب الـ CDC أنّ ثلث الأشخاص يستخدمون المضادات الحيوية عندما لا تكون هناك حاجة إليها. ما يجب توضيحه، أنّ المضادات الحيوية تعالج الإلتهابات الناتجة من البكتيريا لكنها لا تعالج تلك الناتجة من فيروسات. ومن الإلتهابات الفيروسية التي لا يفيد استخدام المضادات الحيوية لها:
-البرد أو سيلان الأنف
-الإنفلونزا
-معظم أنواع السعال
-بعض التهابات الأذن
-بعض التهابات الجيوب الأنفية
-انفلونزا المعدة
-فيروس كورونا.
ففي حال تناول المضاد الحيوي لالتهاب فيروس لن يساعد ذلك في معالجة الالتهاب ولن يحمي باقي الأشخاص من المرض، ويمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة لا جدوى منها، إضافة إلى مقاومة المضادات الحيوية. فعند تناول المضادات الحيوية عندما لا تكون هناك ضرورة لذلك، يهاجم الدواء البكتيريا الجيدة في الجسم، وهذا ما يساهم في تطوير حالة مقاومة المضاد الحيوي للبكتيريا الضارة. كما يسمح ذلك بحلول البكتيريا الضارّة محل تلك الجيدة.
أما الآثار التي قد تنتج من مقاومة المضادات الحيوية فهي:
-بلوغ المرض مراحل أكثر تطوراً
-تأخير فترة التعافي
-تكرار حالات الدخول إلى المستشفى وإطالتها
-تكرار الزيارات إلى الطبيب
-الحاجة إلى علاجات مكلفة.
ما الخطوات التي تساعد في الحدّ من استخدام المضادات الحيوية؟
-تجنّب الضغط على الطبيب حتى يصف المضاد الحيوي واستشارته حول سبل معالجة الأعراض
-غسل اليدين باستمرار بواسطة الماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل
-تعقيم الجروح التي يمكن ان تؤدي إلى التهابات جرثومية تستدعي استخدام المضادات الحيوية
-تلقّي كافة اللقاحات اللازمة لأنّ بعضها قد يحمي من التهابات جرثومية
-الحدّ من خطر التعرّض إلى التهابات جرثومية بسبب الطعام وغسل اليدين جيداً قبل تحضير الطعام
-عدم استخدام المضادات الحيوية إلاّ عندما يصفها الطبيب
-عدم تناول ما تبقّى من مضاد حيوي من مرحلة مرض سابقة، فقد لا يكون هذا المضاد الحيوي المناسب، كما يمكن إلاّ يكون هذا العلاج كافياً
-عدم إعطاء شخص آخر أي مضاد حيوي خاص.