أعلنت شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" الجمعة أنها تمكّنت "من الصمود في وجه عاصفة" العقوبات الأميركية مع إعلانها ارتفاع إيراداتها بنسبة 9% تقريبا في العام 2023 الذي أطلقت خلاله هاتفا ذكيا جعل واشنطن تشكك في مدى فعالية القيود.
وكانت "هواوي" التي تتخذ مقرا في شنتشن (جنوب)، في قلب منافسة تكنولوجية شديدة بين الصين والولايات المتحدة مع تحذير واشنطن من أن معدات الشركة الصينية قد تستخدم لأغراض التجسس لصالح الحكومة الصينية وهو ما تنفيه المجموعة.
وتسببت العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن على الشركة منذ العام 2019 إلى حرمان "هواوي" من الوصول إلى المكونات والتقنيات الأميركية الصنع، ما أجبرها على تنويع مصادرها.
وقال الرئيس الدوري للشركة كين هو في تصريحات لمناسبة العام الجديد الجمعة: "بعد سنوات من العمل الشاق، تمكنا من الصمود في وجه العاصفة".
وأضاف أن المجموعة تتوقع في العام 2023 أن تصل إيراداتها إلى أكثر من 700 مليار يوان (99,2 مليار دولار)، بزيادة مقدارها تسعة بالمئة تقريبا عن العام الماضي.
لكنها تبقى أقل بكثير من 891,4 مليار يوان التي حققتها المجموعة في 2020، أي العام السابق لإعلان الشركة تراجعا حادا في مبيعاتها بسبب العقوبات الأميركية.
ومع ذلك، يبدو أن الشركة تتعافى مع إعلانها نموا معتدلا في المبيعات للأشهر التسعة الأولى من العام في تشرين الأول (أكتوبر.)
وتابع كين هو: "القناعة المشتركة ساعدتنا على كسر الحصار والمضي قدما معا"، لكّنه حذّر في الوقت نفسه من أن الشركة تواجه "تحديات كبرى".
وأوضح: "حالات عدم اليقين الجيوسياسية والاقتصادية كثيرة، فيما لا تزال القيود التكنولوجية والحواجز التجارية تؤثر على العالم".
لكن "التغيرات في بيئة مجال الأعمال ليست ناجمة عن الصراعات الجيوسياسية وحدها، بل أيضا عن الدورات الاقتصادية العالمية المتقلبة".
تطور "مثير للقلق"
وخلال زيارة قامت بها وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو لبكين في آب (أغسطس)، أطلقت "هواوي" هاتفها "مايت 60 برو".
وأثار هذا الهاتف الذي يعمل بشريحة عالية التكنولوجيا منتجة محليا، جدلا حول مدى فعالية العقوبات الأميركية.
وقالت ريموندو في وقت سابق من الشهر الجاري لـ"بلومبرغ" إن هذا التطور "مثير للقلق" وتعهّدت الرد بقوة لضمان عدم إضراره بالأمن القومي الأميركي.
وتمكّن هاتف "مايت 60 برو" من تقليص أرباح شركة "أبل" الأميركية في الصين، وفق ما نقلت "بلومبرغ" عن محللين في تشرين الأول (أكتوبر).
وما زالت "هواوي" الشركة الرائدة عالميا في مجال تصنيع معدات "5جي"، الجيل الخامس من الإنترنت عبر الهواتف المحمولة.
وتحاول الولايات المتحدة إقناع الدول الحليفة بحظر "هواوي" من شبكات الجيل الخامس الخاصة بها، قائلة إن بكين قد تستخدم منتجات المجموعة لمراقبة الاتصالات وحركة البيانات في أي بلد.
وفي حزيران (يونيو)، قدّرت المفوضية الأوروبية أن الشركات المورّدة لمعدات الاتصالات الصينية، بما فيها "هواوي"، تشكّل خطرا أمنيا على الاتحاد الأوروبي.
وردّا على القيود الأميركية، انتقدت بكين مرارا ما وصفته بأنه "إساءة استخدام واشنطن لمفهوم الأمن القومي لعرقلة الشركات الصينية" والقيام بـ"ممارسات تمييزية وغير عادلة".