كشف ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، أمس الثلثاء، أنّ الاشتراكات المدفوعة في خدمات الشركة بما في ذلك "YouTube Premium وYouTube Music وYouTube TV وGoogle One" حقّقت إيرادات بقيمة 15 مليار دولار لعام 2023، بعد أن اختتمت الشركة عام 2023 مع إيرادات وأرباح فاقت التوقعات.
نصيب الأسد من نمو الاشتراكات لـ"يوتيوب"
نسب بيتشاي الفضل إلى "يوتيوب" في تقديم نصيب الأسد من نمو الاشتراكات، وذلك بفضل مزيج من الخدمات المدفوعة التي تشمل البث التلفزيوني المباشر والموسيقى والمحتوى الخالي من الإعلانات عبر الإنترنت والمباريات الرياضية المباشرة.
في السياق، توفّر اشتراكات "غوغل" أكثر من ضعف الإيرادات التي حققتها شركة "Yum Brands"، الشركة الأم لمطاعم الوجبات السريعة "Taco Bell وKFC وPizza Hut"، في عام 2022.
ويعدّ نمو الاشتراكات بمثابة صدمة بعض الشيء، إذ أنّ منصّة الفيديو، والشركة الأم "غوغل" بشكل عام، استمدت تاريخياً الجزء الأكبر من الإيرادات من المعلنين، بدلاً من فرض رسوم على المستهلكين.
كذلك، حقّقت منصّة الفيديو 9.2 مليارات دولار من إيرادات الإعلانات في الربع الرابع، ارتفاعًا من 7.96 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وعلّق فيليب شندلر، من "يوتيوب": "من الواضح أننا سعداء بنمو إيرادات إعلانات "يوتيوب" في الربع الرابع، وكذلك النمو الكبير في إيرادات الاشتراك لدينا".
عروض اشتراكات "يوتيوب"
تختلف عروض الاشتراك المدفوع على المنصّة، فالخيار الأقل سعرًا هو "YouTube Music"، الذي يمكّن المستخدمين من الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة مقاطع الفيديو الموسيقية من دون إعلانات، ويدفعون 0.002 دولار لكل بث للفنانين.
والاشتراك التالي هو "YouTube Premium"، الذي كان يُسمّى سابقًا "YouTube Red"، والذي يسمح للأفراد بمشاهدة مقاطع الفيديو من دون إعلانات مقابل 13.99 دولارًا شهريًا، ويُدفع 55 في المئة من هذا المبلغ لأصحاب المحتوى الذين يشاهدهم هؤلاء المشتركون.
وعند أعلى سعر، توجد بطاقة "NFL Sunday"، وهي شراكة بين "NFL" و"يوتيوب"، والتي تمكّن المشتركين من الوصول إلى الألعاب مقابل 449 دولارًا لكل موسم، وفقاً لموقع "aol.com".
ارتفاع المبيعات وتراجع في نتائج أعمال البحث
في الربع الأخير من عام 2023، حقّقت أعمال الاشتراكات والمنصّات والأجهزة 10.8 مليارات دولار، بزيادة 23 في المئة على أساس سنوي. ولم توضح الشركة الجزء الذي ساهمت فيه الاشتراكات في الربع سنوي، قائلةً فقط إنّ الاشتراكات تدرّ الآن 15 مليار دولار على أساس سنوي.
وأعلنت شركة "ألفابت"، الشركة الأم لـ"يوتيوب" و"غوغل"، عن مبيعات ربع سنوية بلغت 86.3 مليار دولار، بزيادة 13 في المئة عن العام السابق، وأعلى من تقديرات المحلّلين البالغة 85.2 مليار دولار، مع ربحية للسهم قدرها 1.64 دولار مقابل تقديرات "وول ستريت" البالغة 1.59 دولار.
وعلى الرغم من ذلك، انخفضت أسهم شركة "ألفابت" بأكثر من 6 في المئة، إذ جاءت نتائج أعمال البحث في "غوغل" أقل من التوقعات، وفقًا لـ"بلومبرغ".
جهود "غوغل" في مجال الذكاء الاصطناعي
ركّزت جهود الشركة وطموحاتها على الذكاء الاصطناعي، على أمل أن تتمكن من التغلّب على التصور بأنّها متخلفة عن الشركة الناشئة "OpenAI"، الشركة المصنّعة لبرنامج الدردشة الآلي الشهير "ChatGPT".
وفي هذا الإطار، أطلقت "غوغل" للمرّة الأولى برنامج الذكاء الاصطناعي "Gemini A.I"، في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2023، وعملت على دمج التكنولوجيا في منتجاتها المختلفة، بما في ذلك هاتفها الذكي "Pixel" ومتصفح الويب "كروم" وبرنامج "بارد".
ويُعدّ تشغيل هذه الأنواع من الأنظمة أمرًا مكلفًا، لأنّها تتطلّب كميات هائلة من قوة الحوسبة. وحاولت الشركة خفض التكاليف لتعويض هذه النفقات مع الحفاظ على الأرباح الضخمة. وكان المحلّلون يراقبون من كثب هامش ربح الشركة، منذ أن تعهّد المسؤولون التنفيذيون في "ألفابت" في الأرباع الأخيرة، بتخفيض نفقات الشركة بشكل مستمر.