حالة من الخمول لا تجد لها تفسيرا سوى حرارة الجو التي تبرر بها عدم رغبتك في القيام بأي نشاط بدني وتأخرك عن مغادرة الفراش على الرغم من الاستيقاظ قبلها بساعات، إلا أن تكرر ملاحظة الكسل على تصرفاتك اليومية تعتبر مؤشرا يمكن الاعتماد عليه في تشخيص الإصابة بمرض خطير يتعلق بأداء وظائف الكبد.
خطر غير متوقع للشعور الدائم بالخمول
تعتبر الرغبة الملحة في النوم واحدة من ضمن الأعراض التي يعاني منها مرضى التهاب الكبد، والتي يمكنها أن تنبه أولئك الذين لا يعلمون إصابتهم بتلك المشكلة الصحية إلى ضرورة الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة، فبحسب الدكتور محمد عز العرب استشاري الجهاز الهضمي والكبد، لا يشعر المريض بالوخم والكسل الدائم إلا بعد وصول الكبد لمرحلة متأخرة إلى حد ما وتراكم الدهون عليه مسببةً التهاب نسيج الكبد، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع إنزيماته وبالتالي فقدان الجسم شعوره بالقدرة على فعل أي شيء حتى وإن كان النهوض من السرير فور الاستيقاظ.
ونقلت يومية «المصري اليوم» عن «عز العرب» قوله أن إهمال العلاج يؤدي عادةً إلى الإصابة بتليف وأورام الكبد، خاصةً في حال زيادة نسبة الدهون التي تحفز التهابات الكبد أو ما يشار إليها بفيروس «B» أو «C» ومع مرور الوقت قد يحدث تشمع بالكبد ينتج عنه اصفرار الجلد والضعف العام.
أهمية الغذاء في الحفاظ على صحة الكبد
الوقاية من الأمراض المتعلقة بالكبد تتطلب اتباع أنظمة غذائية صحية تضمن تناول الخضروات الغنية بالألياف مثل البروكلي والقرنبيط والسبانخ، إذ تحتوي هذه الخضروات على نسبة عالية من «الجلوكوسينولات» التي تعمل على طرد السموم من الجسم، وفقًا لما ذكره الدكتور أحمد عبدالمنعم استشاري التغذية العلاجية، موضحًا أن الابتعاد عن التدخين والحرص على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة يساعد خلايا الكبد على التعافي والتخلص من الدهون المتراكمة عليه والتي تؤدي إلى الشعور الدائم بالخمول مع تورم الساقين وانتفاخات المعدة الناتجة عن الحموضة الشديدة.
الخمول في الصغر يساعد على التلف المبكر للكبد
لا تقتصر مؤشرات الإصابة بالتهاب الكبد على حالة الإعياء والخمول المستمر فقط، بل تشمل كذلك ظهور الأوعية الدموية في شكل شبكة تحت الجلد في الساقين مع حكة القدمين، لكن هناك جانب مبشر في الأمر وهو أن الكبد يقوم بعلاج نفسه ذاتياً؛ إذ تتميز خلاياه بالقدرة على التجديد الذاتي من خلال الاستعانة بنظام غذائي صحي يضمن الحصول على العناصر الضرورية للجسم وعدم الإصابة بالسمنة المفرطة التي تضر بالكبد.
ومن هنا تجدر الإشارة بأهمية النشاط البدني وبذل مزيد من الجهد في ممارسة الرياضة بشكل مستمر، خاصةً في ضوء الدراسة التي نشرتها مجلة «science» والتي توصلت إلى نتيجة مفادها أن الأطفال الذين يجلسون دون بذل أدنى مجهود لأكثر من 6 ساعات يومياً، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني وتليّفه عند البلوغ، وهو ما يمكن أن يضاعف خطر الإصابة بسرطان الكبد في المستقبل.
لذلك ينصح الباحث الرئيسي للدراسة، أندرو أجباجي، بضرورة تحفيز الأطفال على الألعاب التي تتطلب الحركة مثل ركوب الدراجات والركض والقفز فوق الحبل أو حتى الخروج للتمشية وغيرها من الأنشطة التي تمنع تراكم الدهون فوق الكبد.