شهدت دمشق مراسم تشييع جثمان أستاذ العلوم الصيدلانية في الجامعة السورية الخاصة، الطبيب اليمني شوقي العودي وزوجته وبناتهما الثلاث، بعد مقتلهم في غارة جوية إسرائيلية يوم الثلاثاء.
وأظهرت اللقطات حضور المشيعين في مستشفى المجتهد، ومن بينهم طلبة وأطباء وأساتذة، ووضع العلم اليمني على التوابيت. كما وثقت لقطات أخرى، تأدية المشيعين لصلاة الميت قبل الانتقال لمقبرة حوش الفارة دوما، حيث تم الدفن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن الجيش الإسرائيلي أطلق، مساء يوم الثلاثاء، 3 صواريخ من الجولان، استهدفت مبنى سكنيا وتجاريا في حي المزة بدمشق، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين، بينهم أطفال ونساء.
ووفقا لعدة مصادر من بينها مقربون الأكاديمي، فإن د. شوقي حسين العودي قتل مع وزوجته وبناته الثلاث، جراء استهداف الاحتلال أحد المباني السكنية في منطقة المزة بدمشق.
من جانبها، قالت وكالة "سانا" السورية، إن "العدوان الإسرائيلي نفذ عند الساعة الثامنة والربع من مساء أمس الأول"، حيث أطلق ثلاثة صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً مبنى سكنياً وتجارياً في حي "المزة" المكتظ بالسكان.
وأضافت أن الهجوم أسفر عن سقوط 18 مدنيًا، بينهم 7 قتلى و11 جريحًا.
والأكاديمي شوقي أستاذ دكتور في العلوم الصيدلانيّة، وهو من الكوادر اليمنية العلمية المتميزة، كان يدرس في الجامعة السورية الخاصة، وفقا للمصادر.
وينتمي الأكاديمي اليمني إلى منطقة العود جنوب محافظة إب، وذكر في حائطه على "فيسبوك" أنه كان أستاذا مساعدا في كلية الطب البشري بجامعة ذمار قبل انتقاله إلى سوريا.
ودرس الدكتور العودي الصيدلة السريرية في كلية الصيدلة بجامعة عين شمس، وحصل على درجة الدكتوراه في علم الأدوية والسموم من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة.
ونعى أطباء وطلاب ونشطاء الدكتور شوقي بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي طيلة الساعات الأخيرة، مشيرين إلى دماثة أخلاقه وإسهاماته في مجال "النانو تكنولوجي" مع تكريس جل حياته لتعليم الأجيال والمشاركة في الأبحاث العلمية.
يُذكر أن الدكتور اليمني علي الحاج قُتل أيضاً يوم الجمعة الماضية مع والدته جراء قصف للاحتلال استهدف منزلهما في قرية الرفيد بمنطقة البقاع الغربي في لبنان.
وعن الضحايا اليمنيين في الحرب الروسية الأوكرانية قتل شاب يمني آخر خلال قتاله مع القوات الروسية في تجدد للمشهد المأساوي الذي أصبح متكرراً في الأشهر الأخيرة.
مصدر مطلع قال إن الشاب اليمنى إسماعيل وجدي سيف الوجهي لقي مصرعه قبل أسابيع أثناء مشاركته في القتال مع القوات الروسية ضد الجيش الأوكراني.
وقتل الوجهي، وفق المصدر، بتأريخ 29/ 7/ 2024 في منطقة "خاركيف" المعروفة أيضاً باسم "خاركوف"، وهي ثاني أكبر المدن الأوكرانية.
وأشار المصدر إلى أنه تم تشييع الوجهي، ظهر أمس الأربعاء بالعاصمة الروسية موسكو، مشيراً إلى أن الهيئة الإدارية للجالية اليمنية دعت إلى الحضور وتشييع جثمانه.
ورغم المناشدات المتعددة منذ أسابيع ما زالت السفارة اليمنية في موسكو تلتزم الصمت تجاه ما يجري من عمليات تجنيد واسعة لليمنيين سواء من المقيمين على الأراضي الروسية أو أولئك الذي يتم استقدامهم من اليمن عبر دول مختلفة.
وقال أحد الذين جندوا للقتال مع الجيش الروسي، إنهم تعرضوا لـ "الخداع" وسبق أن تواصلوا بالسفير أحمد الوحيشي، وأخبرهم بأن وضع المجندين قد وصلهم وأن الملف تسلمه الملحق العسكري فؤاد المهتدي.
وأضاف المصدر أن السفارة بملحقياتها لا ترد على تواصلهم المستمر إلا نادراً، "وكأن أمر المئات اليمنيين في روسيا لا يعنيهم"، مؤكداً أنهم يعيشون ظروفاً قاسية.