شعلَة 14إكتوبر تتوهج .. الأحفاد الجنوبيين يسيرون على درب الأجداد

تقارير وحوارات
قبل 5 ساعات I الأخبار I تقارير وحوارات

سمفونية التحرير دائماً نعزفها لحناً جنوبياً يجعلنا نمتطي صهوة الفرسان ونرقص رقصة المنتصر في ميادين الشرف والبطولات، وترافقنا في الذكرى ال61 لثورة الرابع عشر من اكتوبر نشوة الولهان ونعزف الأوتار ونغني بأبيات القصيد قائلين "يوماً من الدهر لم نصنع أشعته __ شمس الضحى بل نَحنُ صنعناها بأيدينا .

 

حيث كانت بندقية المناضل الإكتوبري راجح غالب لبوزه ورفاقه الأحرار هي الشرارة التي أشعلت نيران الثوار الجنوبيين من جبال ردفان تبدأ أولى خطوات المقاومة ضد المستعمر البريطاني وهذه الشرارة كانت بمثابة الدافع الكبير لإشعال الوهج الثوري والتحرري في عدن وغيرها من المناطق التي تمركزت فيها قوات الإنجليز.

 

وفي هذه الذكرى الفارقة في تاريخ الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً يحتفل الجنوبيون بكل شموخ واعتزاز مستلهمين من دروس النضال والكفاح التي سطرها أجدادهم الثوار الذين كتبون تاريخ الثورة الجنوبية بأحرف نارية مستمدين القوة من ذلك الإرث الذي تركته تلك الأيادي الجسورة في مواجهة المستعمرين الإنجليزيين.

 

صفحات من التاريخ

 

فيما احتفل أبناء الضالع بذكرى ثورة الرابع عشر اكتوبر الخالدة والتي تعكس وعياً ثورياً وزخماً نضالياً متجدداً في نفوسهم حيث تعد الضالع بوابة الجنوب وقبلته الثورية وتجسدت رمزية هذه المحافظة في تاريخها النضالي حيث شهدت سقوط جحافل المستعمرين بدءاً من المستعمر البريطاني بقيادة المستر سيجر وصولاً إلى مقتل الجنرال ديفيد في الأزارق.

 

واصل أبناء الضالع مسيرتهم الثورية مستلهمين من أجدادهم الثوار الذين استطاعوا بفضل الله وباستخدام بنادقهم المحدودة وإمكانياتهم الضئيلة، طرد المستعمر البريطاني وقد تمكن الثوار من جعل هذه المستعمرة تختفي تمامًا مما أتاح لأحرار الضالع استنشاق نسيم الحرية بشغف بعد معاناة طويلة.

 

استمرت الأجيال المتعاقبة في السير على نهج أجدادهم حيث لا تزال الضالع تزخر بالآلاف من الأحرار والمناضلين الاكتوبريين حتى يومنا هذا وقد تمكن هؤلاء من دحر قوى النفوذ والاحتلال اليمني الشمالي بما في ذلك القوات العسكرية العفاشية والمليشيات الحوثية بالإضافة إلى الفصائل الإخوانية الإرهابية مُسجلين انتصارات ستظل خالدة في صفحات التاريخ.

 

ومع حلول هذه الذكرى الأكتوبرية الخالدة يجدد أبناء الجنوب عزيمتهم وإصرارهم على مواصلة المسيرة النضالية نحو الاستقلال الثاني مستلهمين الإرث التاريخي الذي يتوارثه الأجيال فالزخم النضالي المتجدد والصمود الثابت ضد قوى الاحتلال والاستعمار يلعبان دوراً حاسماً في هزيمة هذه القوى وإرغامها على سحب ما تبقى من عناصرها وعتادها لتعود إلى موطنها الذي أتت منه.

 

وتعد هذه الاحتفالات الذي يقيمها اليوم أبناء الجنوب هي تخليدًا لدماء شهداء ثورة 14 أكتوبر ووفاءً لتضحياتهم مستلهمين من درب النضال والكفاح في الدفاع عن الجنوب وسيادته الوطنية.

 

خلال هذه الاحتفالات عبّر العديد من النشطاء الإعلاميين والقادة العسكريين والمدنيين الجنوبيين عن فخرهم واعتزازهم بالنضال التاريخي الذي تتوارثه أجيال الجنوب مؤكدين إيمانهم بقدرتهم على مواصلة الانتصارات على ما تبقى من فلول قوى الاحتلال اليمني مع تطلعهم إلى إعلان دولتهم الجنوبية المستقلة بكامل سيادتها 

 

 استمرار نظال ثورة 14 أكتوبر

 

ومع هذه الاحتفالات وعلى أنغام الرابع عشر من أكتوبر يستلهم الجنوبيين دروس الثورة الجنوبية العظيمة، مما يمنحهم حافزًا فدائيًا ونضاليًا يدفعهم للاستمرار في العطاء الثوري والوطني حتى استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.. هذا ويؤكد أبناء الجنوب أن الاحتلال اليمني الذي ظل يعاني أكثر من ثلاثين عام هو أشد وأحقر من الاحتلال البريطاني، نظرًا لتجرده من القيم الإنسانية ومحاولته تقسيم الجنوب وضرب نسيجه الاجتماعي حيث عكست هذه الذكرى المجيدة تمسك أبناء بالهوية الوطنية الجنوبية ورفضهم القاطع لكل محاولات تغيير هوية حضرموت أو الجنوب وخلال الاحتفالات عبّر أبناء الجنوب عن شكرهم وامتنانهم للمواقف النضالية والصمود الفولاذي للقوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، مشيدين بحكمته وحنكته في إدارة المعركة السياسية والعسكرية بالرغم من تعقيدات المرحلة وتكالب القوى المعادية للجنوب وشعبه وقضيته.

 

يستمد الجنوبيين نستمد من تلك الثورة الدروس والعبر لمواجهة الإحتلال الثاني والذي يعد أشد وأحقر من الاحتلال البريطاني، لما يتمتع به من تجرد من أخلاقيات الاستعمار يسعى هذا الاحتلال إلى تقسيم الجنوب وضرب نسيجه الاجتماعي بهدف تشتيت كلمته وهدفه الواحد المتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة بحدود العام 1990.

 

و قد عكست مشاركة أبناء الجنوب في هذه الذكرى المجيدة تمسكهم بالهوية الوطنية الجنوبية ورفضهم القاطع لكل محاولات تغيير هوية حضرموت أو الجنوب وخلال احتفالات اليوم عبّر أبناء الجنوب عن شكرهم وامتنانهم لكل المواقف النضالية والصمود الفولاذي للقوات المسلحة الجنوبية وسيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية الرئيس عيدروس إبن قاسم الزُبيدي الذي أظهر حنكة وحكمة ودبلوماسية في إدارة المعركة السياسية والعسكرية والانتصار لها رغم تعقيدات المرحلة وتكالب القوى المعادية للجنوب وشعبه وقضيته.

 

حضرموت بيت القصيد

 

وفي هذه الذكرى الحادية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر ستصبح حضرموت وبالتحديد مدينة سيئون هي بيت القصيد ومهوى أفئدة الجنوبيين لإقامة عرس كرنفالي تحت عنوان "مليونية الهوية الجنوبية" هذا الحدث يؤكد أن حضرموت جنوبية الهوية والهواء مهما حاولت قوى النفوذ والاحتلال طمس هويتها.

 

حيث يكون الحشد المليوني في سيئون لإحياء هذه الذكرى دليلاً قاطعاً على إرادة أبناء حضرموت ورفضهم القاطع لأي شكل من أشكال الاحتلال كما أنه سيكون دليلاً على عزم أبناء حضرموت على تحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية وترسيخ الهوية الجنوبية لأبناء حضرموت وعبّر الكثير من أبناء حضرموت عن استعدادهم لمواجهة التحديات في سبيل حقوقهم المشروعة التي ظل نظام الاحتلال ينهبها ويستثمرها طوال فترة حكمه هذه اللحظات التي ستشهدها سيئون تعبر آمال وتطلعات أبناء حضرموت والجنوب في رسم معالم مستقبل أفضل للأجيال القادمة، متمثلاً في عودة دولة الجنوب بكامل سيادتها.

 

تجسيد اللحمة الجنوبية

 

فأختيار القيادة السياسية سيئون مكان لإقامة "مليونية الهوية الجنوبية" لإثبات الهوية الجنوبية لحضرموت وتعزيز وحدة الهدف الذي ينشده جميع أبناء الجنوب في مختلف المحافظات والمتمثل في استعادة دولة الجنوب بكامل سيادتها كما تهدف هذه الفعالية إلى ترجمة اللحمة الجنوبية وتجسيد مشاعر الإخاء وتقوية أواصر المحبة ووحدة النسيج الجنوبي بين أبناء الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً.

 

ودعت القيادة السياسية والشخصيات الاجتماعية في حضرموت إلى المشاركة الفاعلة في "مليونية الهوية الجنوبية" التي ستقام غداً في سيئون احتفاءً بالذكرى الحادية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر وتأتي هذه الدعوة تأكيداً على أهمية هذه المناسبة الفارقة في تاريخ الجنوب ورمزاً للنضال والتضحيات من أجل الحرية والاستقلال.