أقرت السعودية اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، بنود الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1446 / 1447هـ (لعام 2025 م) التي تتوقع عجزا قدره 101 مليار ريال (26.88 مليار دولار)، بينما قال وزير المالية إن المملكة ستواصل الإنفاق على المشروعات العملاقة التي تهدف إلى تقليل اعتماد الاقتصاد على النفط.
ويتوافق العجز مع التوقعات المبدئية التي أعلنتها الحكومة في سبتمبر/أيلول بأن يعادل نحو 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتقدر الإيرادات العامة للدولة في الموازنة الجديدة بمبلغ تريليون و184 مليار ريال سعودي مقابل إيرادات متوقعة للعام 2024 بقيمة تريليون و230 مليار ريال، بانخفاض 3.74%، على أن تصل في العام 2027 إلى تريليون و289 مليار ريال، بحسب بيان الميزانية العامة للدولة 2025.
كما تعتمد المصروفات العامة للدولة بمبلغ تريليون و285 مليار ريال سعودي مقابل تريليون و345 مليار ريال سعودي نفقات متوقعة للعام 2024 بنسبة انخفاض 4.46%، على أن تصل إلى نحو تريليون و429 مليار ريال في 2027.
ويقدر العجز في الموازنة بمبلغ 101 مليار ريال سعودي في موازنة 2025 بنسبة 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل عجز متوقع في 2024 بنحو 115 مليار ريال بنسبة 2.8 مليار ريال وفق التقديرات المحدثة لميزانية العام الجاري.
وتتوقع الحكومة السعودية استمرار العجز في الميزانية عند مستويات مقاربة على المدى المتوسط، نتيجة تبني الحكومة سياسات الإنفاق التوسعي الداعم للنمو الاقتصادي.
وقالت وزارة المالية إنه تلبية للاحتياجات التمويلية، ووفقاً لخطة الاقتراض السنوية المعتمدة، من المتوقع الاستمرار في عمليات الاقتراض المحلية والخارجية لتمويل العجز المتوقع في الميزانية وسداد أصل الدين المستحق خلال العام 2024 وعلى المدى المتوسط، والاستفادة من الفرص المتاحة حسب ظروف الأسواق لتنفيذ عمليات تمويلية إضافية استباقية لسداد مستحقات أصل الدين للأعوام القادمة، وللاستفادة من فرص الأسواق لتنفيذ عمليات التمويل الحكومي البديل بهدف تمويل الإنفاق التحولي للمشاريع الرأسمالية والبنية التحتية.
ومن المقدر أن يبلغ رصيد الدين العام في العام 2025 نحو 1.3 تريليون ريال سعودي وهو ما يعادل 29.9% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل نحو 1.199 تريليون ريال في التوقعات للعام 2024 بما يعادل 29.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
مواصلة التوسع وقال وزير المالية محمد الجدعان إن "ميزانية عام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الإستراتيجيات القطاعية وبرامج رؤية السعودية 2030".
وأثر انخفاض أسعار النفط واستمرار خفض السعودية للإنتاج طوعا على إيراداتها في السنوات القليلة الماضية، لكن المملكة ماضية في زيادة الإنفاق لتعزيز النمو وتنفيذ خطة للتحول الاقتصادي.
ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي الإنفاق في 2025 زهاء 1.285 تريليون ريال (342.05 مليار دولار) بما يتماشى مع توقعات سبتمبر/أيلول، ومن المرجح أن يعادل ذلك قرابة 30% من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ومن المتوقع أيضا أن يبلغ إجمالي الإيرادات 1.184 تريليون ريال (315.17 مليار دولار).
وتتطلب رؤية 2030 مئات المليارات من الدولارات لتطوير قطاعات اقتصادية جديدة ومصادر دخل أكثر استدامة من أجل تقليل اعتماد المملكة على النفط والغاز.
وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تعليقات نشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن "المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي تأتي امتدادا للإصلاحات المستمرة في المملكة في ظل رؤية المملكة 2030".
ويتضمن البرنامج الطموح بناء مشروعات بنية تحتية ضخمة لتطوير قطاعات مثل السياحة والتصنيع، وجذب مليارات الدولارات من الاستثمار الأجنبي وتوفير فرص العمل للمواطنين.
ولكن مع زيادة التكاليف المرتبطة بالمشروعات، تراجعت المملكة في المدة الأخيرة عن بعضها لإعطاء الأولوية لاستكمال المنشآت اللازمة لاستضافة أحداث رياضية عالمية على مدى العقد المقبل.
وقالت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري، "يظل التركيز منصبا على التقدم في خطة التحول وبرنامج الاستثمار، مع تسجيل عجز محدود. ومن المتوقع أن يزيد ذلك الديون الحكومية تدريجيا، ومن ثم الحفاظ على أساسيات (الاقتصاد) القوية للمملكة".
تمويل العجز وقال الجدعان إن المملكة "تهدف إلى الاستمرار في عمليات التمويل المحلية والدولية بهدف تغطية العجز المتوقع في ميزانية عام 2025 وسداد أصل الدين المستحق خلال عام 2025 وعلى المدى المتوسط".
ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي الدين العام للمملكة 1.3 تريليون ريال (346 مليار دولار) في 2025، وهو أعلى قليلا من تقديرات العام الحالي عند 1.2 تريليون ريال (319.4 مليار دولار)، وأقل بقليل من 30% من الناتج المحلي الإجمالي.
وعدلت وزارة المالية تقديرات العجز في 2024 إلى 115 مليار ريال (30.6 مليار دولار) مقارنة بتوقعاتها في سبتمبر/أيلول عند 118 مليار (314 مليار دولار)، بما يعادل نحو 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتُقدر الإيرادات الإجمالية لعام 2024 بنحو 1.23 تريليون ريال (327.38 مليار دولار)، بزيادة 4.9% على توقعات سابقة، بدعم من الأنشطة غير النفطية، في حين يُقدر إجمالي الإنفاق خلال العام الجاري بنحو 1.345 تريليون ريال (358 مليار دولار)، بزيادة 7.5% على توقعات سابقة.
ومن المتوقع أن يعود الاقتصاد إلى النمو هذا العام بعد انكماشه في 2023، إذ تتوقع الحكومة نمو الناتج المحلي الإجمالي 0.8% في 2024 قبل أن يتسارع بقوة العام المقبل إلى 4.6% ، مدفوعا بزيادة الأنشطة غير النفطية، وفقا لوزارة المالية.