في تعليقٍ طائفي مستفزعلى الأحداث الجارية والمتسارعة في سوريا، قال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الاعرجي، "لن تسبى زينب مرتين"، في إشارة منه إلى مزاعمهم الشيعية عن تعرض السيدة زينب بنت علي للسبي بعد استشهاد شقيقها الحسين في ما تسمى بـ"معركة كربلاء" التي حدثت قبل حوالي 14 قرناً.
وتعرض الاعرجي لهجوم واسع من قبل رواد مواقع التواصل، ونوه بعضهم إلى أن التعليق الطائفي لمستشار الأمن القومي العراقي المدعو قاسم الأعرجي، في حسابات طائفية، دليل لا يقبل الشك على طائفية هذه الحكومة وتشجيعها على الأفكار الطائفية وتأييدها للحسابات الطائفية.
تعليق المسؤول في السلطة العراقية المسيرة من إيران جاء رداً على تغريدة قائد "قوات أبو الفضل العباس" التابعة للحشد الشعبي، أوس الخفاجي التي سخر فيها ممن يقول إن ما يحدث في سوريا "شأن داخلي، ثورة شعبية ضد نظام طاغي، ثورة ضد الاحتلال الإيراني، نظام الأسد نظام بعثي، نظام الأسد كان يرسل الانتحاريين إلى.. (العراق)".
وكانت العمليات العسكرية التي أطلقتها المعارضة السورية في إدلب وحلب وحماة واللاذقية قد أثارت قلقاً متزايدا أوساط الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران في المنطقة ككل وفي العراق على وجه الخصوص، حيث أعلنت ميليشيات عراقية شيعية متعددة استعدادها لتعزيز تواجدها العسكري في سوريا لدعم قوات النظام السوري إلى جانب الدعم الروسي لمواجهة الفصائل السورية المسلحة التي باتت تسيطر على مناطق شاسعة خلال أيام.
وزعم قادة هذه الميليشيات في تصريحات مترددة أن تحركات المعارضة في سوريا تشكل تهديداً عليهم في ما تبقى من مناطق سوريا والعراق ولبنان وإيران.
وكان اللافت هذه المرة أن تصريحات الفصائل الشيعية التي تعمل تحت ما يسمى بـ"محور إيران" كانت متناسقة مع ما ذكرته قيادات سياسية وعسكرية رفيعة في العراق من رئيس الوزراء حتى وزير الدفاع وغيرهم.
وخلال اليومين الماضيين دفعت قوات النظام السوري، بالتعاون مع الميليشيات الداعمة لها وبتغطية روسية، المئات من العناصر التي كانت متواجدة داخل الأراضي السورية إلى حماة وإدلب وحلب لصد هجمات المعارضة المسلحة، لكن تلك المحاولات فشلت حتى الآن.
وأكدت وسائل إعلام أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية الإيرانية، بالإضافة إلى القوات الروسية، كانت قد سلمت مؤخراً مواقع استراتيجية هامة في حلب وإدلب ومناطق أخرى لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، المدعومة من أمريكا وإسرائيل.
إلى ذلك قال مصدران في قوات النظام إن عناصر من فصائل شيعية مدعومة من إيران دخلت سوريا الليلة الماضية قادمة من العراق، متجهة إلى شمال سوريا لتعزيز جيش الأسد في مواجهة الفصائل المسلحة التي شنت هجوماً مفاجئاً على ريفي حلب وإدلب، وسيطرت على بعض الأحياء في مدينة حلب.
وأكد مصدر في قوات النظام لرويترز أن عشرات من مقاتلي قوات الحشد الشعبي العراقية المتحالفة مع إيران عبروا من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، موضحاً أن هذه التعزيزات تهدف إلى دعم القوات السورية على خطوط التماس في الشمال.
وأضاف المصدر أن المقاتلين ينتمون إلى فصائل شيعية متعددة، تشمل كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تعزيزات جديدة لقوات "الحشد الشعبي" وصلت إلى سوريا لدعم جيش الأسد في معارك الشمال الدائرة.
ونقلت وسائل إعلام أخرى عن مصادر قولها إن إيران بدأت بإرسال قوات إلى سوريا لمساعدة بشار الأسد في مواجهة الهجمات المفاجئة التي شنها المسلحون على ريفي حلب وإدلب، مشيرة إلى أنه من الممكن ارسال ميليشيات أخرى من لبنان خلال الأيام المقبلة لتعزيز قوات الأسد.