مع قرب عودة ترامب

"الناتو" يدق طبول الحرب ويُفزع أوروبا

عربي ودولي
قبل يوم 1 I الأخبار I عربي ودولي

يُحاول الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إشعال الصراع مع روسيا، بالتزامن مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وقرب عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

 

وكان ترامب وعد بالعمل على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، معلنا الاستعداد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

ومجددًا، أثارت دعوة مارك روته، الأمين العام لحلف "الناتو"، إلى الاستعداد للحرب مخاوف الدول الأوروبية من اندلاع حرب عالمية ثالثة.

 

 وخلال اجتماع اللجنة العسكرية لحلف الناتو، وجه مارك روته رسالة للدول أعضاء الحلف، قائلا: "علينا الاستعداد للحرب وتعزيز دفاعنا بشكل أكبر من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي والإنتاج الدفاعي".

 

وقبل أيام، أطلق حلف شمال الأطلسي عملية لتسيير دوريات في بحر البلطيق تستهدف مراقبة وحماية الوضع بمساعدة الفرقاطات وطائرات الدوريات البحرية للحلف.

 

وعلّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على دعوة الأمين العام للناتو قائلا إن "الناتو يفعل بالضبط ما وعد بعدم القيام به، وإن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو أول مسؤول غربي يعترف بالأسباب الجذرية للصراع في الجزء الذي يتعلق بانضمام كييف للحلف".

 

وأكدت روسيا أنه لا يجوز لأي دولة أو منظمة في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن تدعي الهيمنة، ولا يجوز لأي دولة أن تعزز أمنها على حساب أمن الآخرين.

 

"رسالة حازمة"

 

وقال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع إن "دعوة أمين عام الناتو تعكس تصعيدًا غير مسبوق في الخطاب السياسي والعسكري بين الحلف وموسكو، وهو مؤشر على تحول جذري في البيئة الأمنية الدولية".

 

وأضاف بريجع لـ"إرم نيوز" أن "هذا التصعيد لا يعني بالضرورة أن المواجهة أصبحت وشيكة، بل يعكس استراتيجية الردع التي يعتمدها الحلف لموازنة التحركات الروسية في أوكرانيا ومحيطها الجيوسياسي".

 

ورأى بريجع أن "الحشد العسكري والدبلوماسي للناتو يهدف إلى إرسال رسالة حازمة لموسكو بأن أي محاولة لتوسيع النزاع ستقابل بعمل منسق، ومع ذلك فإن هذا التصعيد يخلق مخاطر غير محسوبة، إذ يزيد احتمالات الأخطاء الاستراتيجية التي قد تقود إلى صراع أوسع".

 

وتابع: "في ظل هذه التطورات يصبح مستقبل العلاقات بين روسيا والناتو رهينًا بقدرة الأطراف على التفاوض، وإيجاد حلول وسط حفاظا على المصالح الأمنية للطرفين". 

 

وأوضح بريجع أنه "على المدى البعيد ستتحدد ملامح النظام الدولي بناءً على كيفية إدارة هذه الأزمة، مما يجعل اللحظة الحالية نقطة تحول في العلاقات الدولية، ولكن العالم ذاهب نحو تغير كبير لأن ترامب سيعاقب روسيا إذا لم توافق على إبرام اتفاقية سلام".

 

بعد 5 سنوات

 

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية كارزن حميد إن "الحرب الروسية ـ الأوكرانية دفعت بعض الدول الأوروبية إلى العمل على استمرار الصراع؛ لاستنزاف القدرات العسكرية الروسية بشكل كبير".

 

وأضاف حميد لـ"إرم نيوز" أنه "على الرغم من أن تلك الدول لديها عداء ومشكلات سياسية وحدودية وحتى اقتصادية مع كييف، لكنها كرها بموسكو تقدم مساعدات لأوكرانيا لإطالة الحرب، وعدم إعطاء فرصة لروسيا للتنفس أو التفكير بدول أخری".

 

وأوضح أن "الصراع المباشر بين روسيا وأوروبا لن يكون خلال السنوات الخمس القادمة".

 

وتابع حميد: لكن شرارة تلك الحرب قد تندلع بعد 2030، وهذا ما أشارت إليه الدراسات العسكرية الألمانية في العام الماضي، بعدما أكدت حتمية الصراع الروسي ـ الأوروبي".

 

وأشار إلى أن "الدول الأوروبية تدق الآن طبول الحرب عبر مستويات منخفضة، ولكن بعد سنوات ستكون الأصوات مسموعة لدی الجميع، ونشهد تحركات جانبية وصراعات محلية تتحول إلى صراعات دولية وتنطلق الشرارة الأولى من شرق أوروبا، وأن المهاجم الأول ستكون دولة أوروبية وليست روسيا"