تسمين العروس.. عادة عريقة ومثيرة يمارسها أهالي الصحراء بالمغرب

محليات
قبل 11 ساعة I الأخبار I محليات

تختلف العادات والتقاليد المرتبطة بالأعراس في المغرب من مدينة إلى أخرى، إلا أن أهالي الصحراء ينفردون بعادة عريقة ومثيرة توارثها الأجيال، حيث تسلم العروس شهورا قبل الزواج للاعتناء بها وتسمينها قبل زفها لزوجها يوم عرسها.

 

وصور الشعراء الصحراويين والكتاب، المرأة الصحراوية في المخيلة الشعبية، بجسدها الممتلئ والسمين في المخيلة الشعبية على أنها تعبير على الأرض الخصبة وأُثر نعمة لقبيلتها وعائلتها.

 

وتحكي سيدة صحراوية من اللواتي كان يشرفن على تمسين العرائس عند قبائل أهل الصحراء بمدينة كلميم، جنوب المغرب، التقت بها "العربية. نت"، على أن "التبلاح " أوالتسمين، كان حرفتها القديمة حين كانت تتوافد عليها أمهات العروس المتشبثات بعاداتهن سواء منذ بلوغهن أو قبل سنة ونيف أو شهور على زفهن إلى بيوتهن أو "خيمتهن" كما يقول أهل الصحراء.

 

وفي حديث أم المنين، المعلمة أو "الخادم"، كما يطلق عليها قبائل الصحراء، قالت إن "تبليح" فتاة، وحصولها على جسد ممتلئ كان يتطلب الصبر والمداومة، لشهور طويلة أحيانا بإجبارها على الخضوع لأوامر صارمة، وقدرتها على تحمل أكل وشرب ما يقدم لها من أعشاب تسمين وشرب لبن الإبل ولحومها، وقبل ذلك تنظيف جهازها الهضمي من أي سموم حتى تكون عملية تسمين بنتيجة سريعة وفورية.

 

وقالت أم المنين، في حديثها لـ "العربية"، إشرافي على تحضير العروس، كان الغاية منه ليس السمنة بذات، ولكن مدى قدرتي على إبراز ورسم مناطق معينة بحجم معين بما فيها الساقين والساعدين والردفين بغية إظهار الجمال الذي يبتغيه رجال أهالي الصحراء في المرأة.

 

وفي تصريح لـ «العربية. نت"، قال بوزيد الغلى، باحث في السرديات والتراث الشعبي، أن تسمين الفتاة أو "التبلاح"، قبل زواجها لتكون ببنية قوية وسمينة يتم منذ صغرها هي عادات لازالت راسخة وقائمة عند العائلات الصحراوية.

 

وتحدث الباحث المغربي، على ان طرق التسمين التي تغيرت مع تطور المجتمع ووسائل العيش، حيث أن قديما كانت الأم تحرص على تجهيز ابنتها العروس لسنة قبل أو شهور من خلال سيدة تشرف على ذلك داخل المجتمع الصحراوي.

 

ويستحضر الباحث التحولات التي طرأت على عادة "التبلاح"، التي كانت مقتصرة على النساء الصحراويات، لتصبح هوس نساء والعرائس من جنوب المغرب إلى شماله، اللواتي يبحثن عن أجساد ممتلئة، ولهذا أصبح انتشار المستحضرات تسمين والتجميل الصحراوي إلى ماركات تجارية يتم ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأبرز بوزيد الغلي، أن التسمين لم يكن فقط عادة مرتبطة بالمعطى الثقافي، كتب عنه شعراء الصحراوين من الشعر، الذي يعبر عن رمزيات الجمال المرأة وقوامتها على النحيفة التي لا يعبئون بها، مضيفا إلى أن البدن السمين للفتاة قبل خطبتها وزواجها، معيار لانتمائها الاجتماعي ومكانتها وسط العائلات والأسر الغنية في منطقتها، مضيفا أن تكلفة ما ينفق على هذه العادات يمكن انفاقه على قبيلة.