نشرت مجلة أتلانتيك الأميركية مقالا يشير إلى أن الحرب التي تشنها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحوثيين بلا إستراتيجية واضحة، ويشدد على أن إيجاد حل فعلي للمشكلة الحوثية يتطلب جهدًا منظمًا لتوحيد المعارضة اليمنية المنقسمة إلى ثمانية فصائل مسلحة.
وقال كاتب المقال الصحفي الأميركي روبرت ورث، إن الزلة المحرجة، المعروفة بـ"فضيحة سيغنال" (Signalgate)، ليست سوى مظهر واحد من مظاهر تهور فريق دونالد ترامب. فالحرب الجوية ضد الحوثيين في اليمن — وهي موضوع الرسائل النصية — قد تتحول إلى فضيحة بحد ذاتها، ولأسباب مشابهة.
وأضاف المقال "إنها حرب لا يبدو أن لها استراتيجية واضحة، سوى تعطش ترامب لما يسميه "تحركًا سريعًا لا يرحم" على جميع الجبهات. ومن المرجح أن تنقلب عليه إذا لم تغير الإدارة مسارها".
وأوضح أنه منذ منتصف مارس، أطلقت القوات الأميركية أكثر من 200 مليون دولار من الصواريخ والقنابل على الصحارى والجبال النائية في اليمن، فيما أطلق عليها وزير الدفاع بيت هيغسث "عملية الفارس الشرس" وهو اسم يستدعي هجوم ثيودور روزفلت الشهير في عام 1898 على تلة سان خوان خلال الحرب الأميركية الإسبانية.
وتابع:" لكن هيغسث ربما لا يدرك أن الولايات المتحدة تكبدت في تلك المعركة خسائر تفوق مرتين خسائر الإسبان، وكانت مقدمة لحرب عدوانية مكلفة وغير ضرورية".
وقال ترامب إنه يهدف إلى "القضاء التام" على الحوثيين، الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر منذ 18 شهرًا، ظاهريًا دفاعًا عن الفلسطينيين. الضربات الجوية الجديدة أكثر كثافة بكثير من تلك التي نفذتها إدارة بايدن العام الماضي، وتشمل محاولات لاغتيال قادة حوثيين (أحدهم ذُكر في سلسلة الرسائل النصية، لكن دون اسمه).
وقد أحدثت هذه الضربات بعض الأضرار في الآلة الحربية الحوثية، حيث قتلت عددًا من الضباط والمقاتلين، وأجبرت البقية على الاختباء تحت الأرض. لكن القوة الجوية وحدها نادرًا ما تحسم الحروب، ويتمتع الحوثيون بميزة جغرافية في مناطقهم الجبلية الوعرة والنائية التي تحمي الكثير من أسلحتهم.