جنود إسرائيليون: قادة بالجيش أمروا باستخدام فلسطينيين دروعاً

محليات
قبل 3 ساعات I الأخبار I محليات

أقر عدد من الجنود الإسرائيليين بأن قادة في الجيش أصدروا أوامر باستخدام فلسطينيين دروعا بشرية.

فلسطينيون دروع بشرية في غزة

كما أكدوا أن القوات الإسرائيلية تُجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية في غزة، وتُرسلهم إلى المباني والأنفاق بحثا عن متفجرات أو مسلحين، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس".

 

وشددوا على أن هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهرا.

 

إلى ذلك، قال جنديان إسرائيليان تحدثا إلى "أسوشييتد برس"، وثالث قدم شهادة لمنظمة "كسر الصمت"، إن "القادة كانوا على دراية باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية وتسامحوا مع ذلك، بل أصدر بعضهم أوامر بذلك".

 

كذلك أشار البعض إلى أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كان يُشار إليه باسم "بروتوكول الباعوض"، وإن الفلسطينيين كانوا يُطلق عليهم أيضًا اسم "الدبابير" وغيرها من المصطلحات.

 

بدوره، كشف ضابط إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام: "غالبا ما كانت الأوامر تأتي من الأعلى، وفي بعض الأحيان كان كل فصيل عسكري تقريبا يستخدم فلسطينيا لتطهير المواقع"، وفق كلامه.

 

في حين أوضح ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة "كسر الصمت"، التي جمعت شهادات حول هذه الممارسة من داخل الجيش، أن هذه ليست روايات معزولة، بل إنها تُشير إلى فشل منهجي وانهيار أخلاقي مُريع، بحسب تعبيره.

 

شهادات عن الواقعة

بدورهم كشف 7 فلسطينيين استخدامهم كدروع بشرية في غزة والضفة الغربية. إذ قال الشاب الفلسطيني أيمن أبو حمدان (36 عاما) لوكالة أسوشييتد برس، إن القوات الإسرائيلية أجبرته، مرتديا زيا عسكريا وكاميرا مثبتة على جبهته، على دخول منازل في قطاع غزة للتأكد من خلوها من القنابل والمسلحين، وعندما تنتهي إحدى الوحدات منه، ينقل إلى التالية.

 

وفي معرض وصفه لفترة احتجازه لمدة أسبوعين ونصف، الصيف الماضي، لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، قال أبو حمدان "ضربوني وقالوا لي: ليس لديك خيار آخر، افعل هذا وإلا قتلناك".

 

ولفت إلى أنه احتُجز في أغسطس/آب الماضي بعد فصله عن عائلته، وأخبره الجنود أنه سيساعد في "مهمة خاصة".

 

كما أوضح أنه "أُجبر، لمدة 17 يوما، على تفتيش المنازل وتفتيش كل حفرة في الأرض بحثا عن أنفاق، فيما يقف الجنود خلفه، وبمجرد اتضاح الأمور، يدخلون المباني لتدميرها أو تخريبها.

 

أيضاً سلط الضوء على أن المرات الوحيدة التي كان فيها غير مقيد أو معصوب العينين كانت عندما استخدمه الجنود الإسرائيليون درعا بشريا. وشدد أنه كان يقضي كل ليلة مقيدا في غرفة مظلمة، ليستيقظ ويجبر على تكرار العملية.

 

أما الشاب الفلسطيني مسعود أبو سعيد (36 عاما)، فقال إن القوات الإسرائيلية استخدمته درعا لمدة أسبوعين في مارس/آذار 2024 في مدينة خان يونس جنوب القطاع.

 

ونقلا عما قاله لجندي إسرائيلي آنذاك، قال أبو سعيد: "هذا أمرٌ بالغ الخطورة، ولديّ أطفال وأريد العودة إليهم". وأكد أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر أنفاق مشتبه بها وتطهير المناطق، مضيفا أنه كان يرتدي سترة الإسعافات الأولية لسهولة التعرف عليه، ويحمل هاتفا ومطرقة وقواطع سلاسل.

 

وخلال إحدى العمليات، التقى أبو سعيد بأخيه، الذي استخدمته وحدة إسرائيلية أخرى كدرع، وتعانقا، قائلاً: "ظننتُ أن جيش إسرائيل قد أعدمه".

 

في حين قالت الفلسطينية هزار إستيتي عن استخدامها درعا بشريا، إن الجنود الإسرائيليين أخذوها من مخيم جنين للاجئين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأجبروها على تصوير عدة شقق وتطهيرها قبل دخول القوات. ولفتت إلى أنها توسلت للعودة إلى ابنها البالغ من العمر 21 شهرا، لكن الجنود لم يستمعوا. وتابعت: "كنتُ خائفةً جدًا من أن يقتلوني، وأن لا أرى ابني مرةً أخرى".

 

كما أفاد شهود فلسطينيون آخرون بأنهم استُخدموا كدروع في الضفة الغربية.

 

إسرائيل تنفي

في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي أنه يحظر تماما استخدام المدنيين كدروع بشرية، وذلك ردا على فحوى التصريحات التي نقلتها أسوشييتد برس. وقال إنه يحظر أيضا إجبار المدنيين على المشاركة في العمليات، وأن "جميع هذه الأوامر تُشدد على القوات بشكل روتيني"، بحسب الوكالة.

 

يذكر أن "كسر الصمت" هي منظمة إسرائيلية غير حكومية تنشر شهادات جنود سابقين عن انتهاكات الجيش في الأراضي الفلسطينية.

 

ومنذ مارس الماضي، استأنفت إسرائيل الحرب على القطاع المدمر، مطلقة مرحلة "جديدة من عمليات التوغل"، بهدف الضغط على حركة حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات خلال مفاوضات متعثرة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

 

كما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الخطة تقضي بالسيطرة على أغلب المناطق في غزة، وعدم الانسحاب منها.