حذّر الكاتب والقيادي الجنوبي اللواء سعيد الحريري من خطورة تفشي المناطقية في الجنوب، واصفاً إياها بأنها "جريمة تنخر الجسد الجنوبي كما ينخر الدود الجسد الميت"، داعياً إلى اجتثاثها قبل أن يتحول الجنوب إلى مجرد اسم على خرائط النسيان.
وفي مقال بعنوان "المناطقية.. رصاصة في قلب الجنوب"، نشره الحريري مؤخراً، اعتبر أن أخطر ما يهدد الجنوب اليوم ليس العدو الخارجي، بل "العدو الذي يسكن بيننا، ويزرع الكراهية بين أبناء المحافظات"، مشيراً إلى أن القروية الضيقة حولت الهوية الوطنية إلى ولاءات مناطقية تهدد وحدة الصف الجنوبي.
الحريري انتقد بشدة ما وصفه بـ"التعيينات القائمة على المحسوبية والانتماء الضيق"، مؤكداً أن هذا النهج "يشل مؤسسات الدولة ويحوّلها إلى مزارع للمحاصصة"، ويمنع الكفاءات من أداء دورها الوطني.
وأضاف أن المناطقية جنت على الجنوب بتمزيق نسيجه الاجتماعي، وإضعاف جبهته الداخلية، وتشويه هويته الجامعة، متسائلاً: "من الذي قتل الجنوب؟ والجواب سيكون: نحن".
ودعا الحريري إلى إعلان المواطنة مبدأً مقدساً، وتطهير المؤسسات من المحاصصة، ومحاسبة المحرضين على المناطقية، مشدداً على أن "الاحتلال يمكن مقاومته، لكن المناطقية إذا استقرت في القلوب فلن تقوم لنا قائمة".