في جريمة جديدة تعكس حالة الفوضى الأمنية وانعدام القانون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أقدم مسلحان حوثيان على اختطاف طفل قاصر في مدينة القاعدة بمحافظة إب، في مشهد أثار رعبًا واسعًا وغضبًا شعبيًا ضد سلطات الأمر الواقع الحوثية التي حولت المحافظة إلى بؤرة للانتهاكات والجرائم المنظمة.
وقالت مصادر محلية إن الطفل أمجد فؤاد السماوي، اختُطف عصر أمس السبت، على يد مسلحين تابعين لمليشيا الحوثي كانا يستقلان دراجة نارية، أثناء لعبه مع أصدقائه في أحد أحياء مدينة القاعدة بمديرية ذي السفال جنوب المحافظة.
وأوضحت المصادر أن الحادثة وقعت قرابة الرابعة مساءً، مشيرة إلى أن مصير الطفل لا يزال مجهولًا حتى لحظة كتابة هذا الخبر، وسط تجاهل تام من الجهات الأمنية الخاضعة للحوثيين، التي لم تتخذ أي إجراء للتحقيق أو ملاحقة الجناة.
وأكدت المصادر أن أسرة الطفل لا تربطها أي خلافات أو خصومات، وتُعرف بسيرتها الطيبة في المنطقة، ما جعل سكان المدينة يرجحون أن تكون الجريمة جزءًا من حملات الاختطاف الممنهجة التي تنفذها المليشيا لترهيب الأهالي وكسر إرادتهم.
وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية الحوثية تنصلت من مسؤوليتها، لكنها في الوقت نفسه منعت أي تحرك مجتمعي للبحث عن الطفل، في دلالة واضحة على تواطؤها مع الجناة وتورطها في حماية شبكات الخطف والابتزاز المنتشرة في مناطق سيطرتها.
وأدت الجريمة إلى حالة من الخوف والرعب في أوساط سكان مدينة القاعدة وبقية مديريات إب، الذين عبّروا عن استيائهم من حالة الانفلات الأمني الشديد، واتهامهم للمليشيا بتحويل المحافظة إلى سجن كبير يخضع لسلطة العصابات المسلحة.
حملة قمع واسعة ضد المحتفين بثورة سبتمبر
وفي سياق متصل، كشفت مصادر حقوقية عن تصاعد موجة جديدة من الاختطافات الحوثية في محافظة إب خلال الأيام الماضية، طالت عشرات المدنيين على خلفية احتفائهم بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي أسقطت الحكم الإمامي، والذي تمثل المليشيا امتداده الفكري والسياسي.
وأفادت المصادر بأنها تمكنت من توثيق 32 حالة اختطاف مؤكدة من مختلف مديريات المحافظة، مؤكدة أن الأعداد الحقيقية تفوق ذلك بكثير، إذ تخشى العديد من الأسر الإعلان عن ذويها المختطفين خشية الانتقام أو حرمانهم من الإفراج.
وأوضحت أن المليشيا أفرجت عن خمسة فقط من المختطفين، بينهم أربعة من أبناء مديرية ذي السفال وواحد من مديرية السدة،مقابل جبايات مالية فيما لا يزال العشرات رهن الاحتجاز في سجون سرية تابعة للجماعة.
وتواصل مليشيا الحوثي حملات المداهمة والاعتقال بحق المواطنين والأكاديميين والطلاب والناشطين، في إطار حملة قمع ممنهجة تستهدف أي مظاهر للاحتفاء بثورة سبتمبر التي تعتبرها الجماعة تهديدًا مباشرًا لمشروعها الطائفي السلالي.
ويؤكد ناشطون وحقوقيون أن هذه الممارسات تكشف عن حجم الانهيار الأمني والانفلات الأخلاقي الذي تعيشه المحافظة، محملين المليشيا مسؤولية جرائم الاختطاف والإخفاء القسري المتزايدة، ومطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الوحشية بحق المدنيين في إب ومحاسبة المتورطين فيها.