بقلم/عيدروس النقيب
في تعليقه على المنشورات التي تحدثت عن "سقوط سقطرة" بأيدي قوات الأمن الجنوبية قال البروفيسور في جامعة سيول الكورية الجنوبية الدكتور عبد الكريم قحطان أن سقطرة لم تسقط بل لقد قامت، وكان محقاً في تعبيره هذا.
في خضم حفلة العواء التي نظمها إعلام الإخوان المسلمين وفي مقدمته قناة الجزيرة القطرية إثر الإعلان عن هروب محافظ سقطرة (الإصلاحي) واستلام القوات الجنوبية مقر مبنى المحافظة وإدارة الأمن فيها، لم يدخر النائحون مفردة من مفردات الاتهام للنخبة السقطرية وقوات الأمن في الجزيرة إلا واستخدموها وكانت كل عبارات الصراخ والنواح التي تبادلوها تعبر عن خيبة ما أصابتهم لإخفاق قياداتهم في تنفيذ ما كانوا يضمرون.
تواصلت مع أحد الإعلاميين في الجزيرة "أعني جزيرة سقطرة" لأسأله عن فحوى ما جرى.
قال لي: إن سقطرة بأيدي أبنائها منذ 2015م ولم يتبقَّ من قوات 1994م إلا وحدة من "القوات الخاصة" وهي عدد ضئيل من الجنود والضباط يحتفظ بهم المحافظ الإصلاحي محروس لحمايته وحماية مكتبه فضلاً عن بعض الجنود الذين قدمهم له أبو العوجاء من المنطقة الأولى في وادي وصخراء حصؤموت والمهرة، ولم نعترض عليهم، لكن هؤلاء القادمون من سنحان وخولان ومأرب وبلاد الروس تمادوا في الاعتداء على المواطنين السقطريين وكان آخر اعتداء لهم هو إطلاق النار على أفراد من رجال الأمن الجنوبيين وهو ما تسبب في المواجهة وحصول ما حصل.
وأضاف: قوات الأمن السقطرية استعادت مبنى المحافظة وبقية المرافق الحكومية من أيدي قوات أبو العوجاء، التي أرسلها لحماية صديقه المحافظ والأمور طبيعية ومستقرة وسقطرة لن تعود بعد اليوم كما كانت أيام المحافظ الإخواني.
الذين ينوحون تباكياً على السيادة الوطنية وسقوط هيبة الدولة في سقطرة لا يهمهم أمر السيادة ولا هيبة الدولة التي اختطفوها ومرغوا هيبتها بالتراب، بل إن كل ما يهمهم في سقطرة هو مصالحهم التي بنوها على مدى ثلاثين عاماً من هيمنتهم على الزيرة وكل أراضي الجنوب، وإذا كانوا قد هللوا طربا لسقوط الرئيس السابق ثم مقتله لاحقا واستبشروا بأنهم قد أصبحوا ورثته الشرعيين فإنهم اليوم يلطمون خدودهم بعد خيبة هذا الحلم وتحوله إلى كابوس.
أقبح وأغبى ما يسوقه إعلاميو الخيبة والإفلاس هو حديثهم عن وجود أفراد في النخبة السقطرية من أبناء الضالع وردفان والصبيحة ويافع، وكأن أبو العوجاء وقواته في الجزيرة من مواليد حديبو أو قلنسية.
وللعلم فإن جميع أفراد قوات النخبة السقطرية هم من أبناء سقطرة وليس بينهم فرداً واحدا من خارج المحافظة، ولو وجدت حالات كهذه فهذا أمر طبيعي وليس فيه ما يدعو للتساؤل والاستغراب، وإذا ما كان هناك أفراد ضمن قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية من خارج المحافظة فهم جاؤوا بتكليف من وزير الداخلية الذي ما يزال يصدر توجيهاته عبر الووتس أب من اسطنبول، لكن هؤلاء اختاروا الانحياز إلى أبناء سقطرة الجنوبيين وإلى الحنوب، وأبوا أن يكونوا أدوات بيد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يمثله في سقطرة المحافظ محروس والقوات الحامية له.
سقطرة نهضت عام 2020م من عثرتها الن تعرضت لها وتعرض لها كل الجنوب عام 1994م ولن تتعثر مرةً أخرى
فتحية للحبيبة سقطرة وللسقاطرة الأباة