الزيارات التي يقوم بها الأخ عيدروس الزبيدي للمحافظات ممتازة وإن تأخرت بعض الوقت. فالانتقالي بالعامين الماضيين أدار ظهره كثيرا لحال الناس، وانغمست عناصر منه و محسوبة عليه بالفوضى والفساد والنهب،( فضلا عن إهمال الجانب السياسي للقضية الجنوبية في غمرة الأحداث الاقليمية وإذعان الانتقالي لإملاءات الإقليم)،بالتوازي مع تردي الخدمات وتصاعد مستوى الفقر. كل هذا أصاب سمعة وشعبية الانتقالي بالصميم. هو بحاجة اليوم لرأب ما تصدّع واستعادة ثقة الناس التي توشك أن تتبخر، ولن يسترد هذه الثقة بسهولة..فلا خطاب منمق و وعود عرقوبية تنفع، فالناس أصابها الملل واليأس من تكرار المكرر ومن استغفالها إلى مالا نهاية، بل من خلال جهد وعمل حقيقي على الواقع على كل المجالات، وبالذات الخدمية الضرورية ومراجعة شاملة لحال وضع المجلس وتطهيره من أدران سياسة الاستحواذ ومن سلوك النهب التي توشك أن تتحول الى ثقافة، ويتخلص من الفسدة، هذا إن لم نقل محاسبتهم واستعادة ما نهبوه. فيكفي إلى هنا.
...مرّةٌ أخرى الزيارات التي يقوم بها الزبيدي مطلوبة واكثر من جيدة ليقف هو شخصيا على أوضاع الناس بالمحافظات، وألّا يركن على تقارير الزيف أو على لجان التدليس التي رسمت له وللمجلس صورة وردية عن أوضاع الناس وكيف يعيشون في ترف وبحبوحة في عهده الميمون !
بقي لو أن هذه الزيارات تقتصر على أصحاب الشأن بالمجلس والسلطات المحلية بالمحافظات بدلا عن جيش جرار من المرافقين وكثافة الأطقم يقضمون الأخضر واليابس دون طائل من رفقتهم سوى التبسم برباطة العنق أمام كاميرات التصوير وشاشات الهواتف.
نتمنى من كل أعماقنا السداد والتوفيق للجميع... فالانتقالي أمام آخر فرصة لينتشل نفسه وينتشل معه وضع الناس البائس قبل لحظة السقوط والتردي، فسقوطه نكسة للجميع. فأوضاع الناس في عهده بلغت مبلغا مريعا من العناء و الفقر والضياع بمعيشتهم، وهو المسئول عن ذلك بحكم قبوله بشراكة سياسية يلفها الغموض و القتامة مع قوى مخادعة كانت سببا بمأساة الجنوب، وهرول إليها معصوب العينين،والثمن مكاسب ذاتية وصناعة مجد شخصي. ..أما قضية الجنوب السياسية الوطنية فيبدو أنها قد ذهبت في تغريبة طويلة .