محمد علي محسن
محمد علي محسن

ثيران ومجنون .. 

عندنا قول شهير يتداوله عوام النَّاس : ليس المجنون الذي يبتُل * بالجبأ *، المجنون الذي أعطاه ثوره " .

 نعم مجنون وأكثر من ذلك شيخ المجانين ذاك الذي يعطي ثوره لشخص فاقد عقله .

 

تذكرت القول وانا أشاهد مجنون اليمن " عبد الملك الحوثي " وهو يشخط وينخط ، تارة مهددًا امريكا ، وتارة متوعدًا اسرائيل بالمزيد من الضربات الصاروخية .

 

قال أن عملياته مستمرة لنصرة الشعب الفلسطيني ، طيب وبالعقل والمنطق ، هل الذي يساند الشعب الفلسطيني يحاصر اليمنيين ويرهقهم بزيادة أعباء إضافية لقوتهم ومعيشتهم وعلاجهم نتيجة لزيادة كلفة النقل ، وكذا رسوم التأمين على السفن التجارية وعلى المواد المنقولة بحرًا ؟ .

وهل الذي يدعم غزة ينبغي أن الأضرار باقتصاد بلاده وجيرانه واشقائه ؟ ألا يعلم هذا المختل كم خسرت اليمن وكم خسرت مصر نتيجة لتحويل مسار السفن التجارية من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح ؟! .

 

تحدث في كلمته وبكل تبجح وخفة عقل قائلا : نفذنا هذا الأسبوع عمليات بنحو ١٠ صواريخ ومسيرات استهدفت يافا ، وعسقلان ، والنقب ، وحيفا " اعملوا تحت كلمة " نحو " عشرة خطوط . ليس لديه رقما محددا ، ناسيا أنه يتحدث عن صواريخ باليستية ومسيرات عابرة للحدود .

 

وقال إن أمريكا وإسرائيل فشلتا في مواجهة القدرات العسكرية لليمن ، وإن جماعته نفذت عمليات بلغت ١٣١ عملية ، نفذت خلالها ٢٥٣ صاروخا باليستيا ومسيرات ، وللفترة من ١٥ رمضان - ٩ ذو القعدة . 

 

هنا كان أكثر دقة وإبانة لمجمل العمليات ، لكنه بالمقابل لم يكشف النقاب عن الأضرار الناجمة عن هجماته . ربما عد المسألة من الأسرار الحربية . 

وفي المجمل غفل حقيقة أن صواريخه ومسيراته لم تصب هدفًا عسكريا ، بالكاد أحدثت شقوقًا وحفرًا ، ولولا صوت ارتطامها في الأرض وما أحدثه من فزع وقت وصولها لما عرف أحدا بهذه القدرات الصاروخية .

 

وفي الختام قال " إنَّ أمريكا وإسرائيل بعد فشلهما في ضرب القدرات العسكرية لديه ، لجأتا إلى استهداف الشعب اليمني ، واستهداف اعيانه المدنية ،

وإن العدو يعمل على التأثير في إرادة شعبنا وموقفه وثباته وصموده " . 

مجنون اليمن لم يقل لأتباعه بأن صواريخه جلبت لهم الخراب والدمار ، وإن غارة واحدة دمرت أربعة طائرات مدنية جاثمة في مطار صنعاء منذ اختطافها بعد نقلها لحجاج بيت الله الحرام. 

وإن غارة واحدة دمرت مصنع باجل للأسمنت ، وإن غارات دمرت ميناء الحديدة ، وقتلت يمنيين بالعشرات ، فضلا عن تدمير منشآت حيوية كالكهرباء ووسائل نقل ومخازن ومبان وسواها من الأهداف التي طالها القصف الجوي ، ناهيك عما تسبب به من أضرار مادية وبشرية ونفسية .

 

يا الله ما هذه اللعنة التي حلت بنا ؟ ما هذا الجنون الذي نشاهده بأم العين ولا نستطيع وقفه أو على الأقل فضحه وكشف دجله وكذبه للداخل والخارج ؟ .

 

كيف لشخص اختطاف دولة وشعب دونما يجد من يتصدى له ويثبت للعالم أننا لسنا بأفضل حال في ظل وجود هذه المليشيات ؟ . 

وكيف لنا استعادة وطنا يستحكم به مجنون ؟ وكيف يستقيم حالنا وفينا مليون ثور ولا يتورع من الانحناء للسلطان الأخرق كي يبتل عليهم ، ويجلب لهم الخراب والدمار ؟! .

 

محمد علي محسن 

 

* يبتُل : يحرُث 

* الجبأ : سقف البيت الترابي