الإعلام هو نقل الأحداث وإبراز الحقائق، وعرض صورة حقيقية لما يحدث دون تغيير في شيء مما يحدث، نقل الحقيقة كما هي.
لكن الإعلام الإيراني أصبح وبالًا على إيران ???????? نفسها، لماذا؟
الإعلام الإيراني لا ينقل الحقائق كما هي، بل يظهر الحقائق على عكسها تماماً. أعترف بأن الإعلام الإيراني ومحور المقاومة قوي جداً في التأثير على الرأي العربي بشدة، بنشر الفيديوهات للصواريخ والعروض العسكرية والكلمات والخطابات والشعارات، مع إطلاق صواريخ ومدن تحت الأرض مملوءة صواريخ مجنحة، والصاروخ الذي يُطلق من إيران ???????? يتم الترويج له والتهويل الإعلامي المضلل من قبل أن ينطلق، وتويتر يشتعل بالضربة الصاروخية الإيرانية القاصمة، وبالأخير تسقطه الدفاعات الجوية الأردنية – حفظها الله – أو يسقط من تلقاء نفسه.
يعتقد الإعلام الإيراني أنه بهذه المغالطات يمكنه تحقيق نصر، أو أن يرهب العدو بهذه الفيديوهات والخطابات التي تهدد وتتوعد بمحو الكيان من الخارطة، لكن الواقع غير ذلك، فهذه الفيديوهات تُعتبر بمثابة دافع للعدو لتدمير هذه القواعد والأسلحة، لأنها تمثل خطرًا على ما يسميه الكيان "دولته".
أيضًا، الكيان يستعمل هذه المقاطع والتراهات الإعلامية التهويلية لقدرات إيران ????????، فيقوم الكيان بعرض هذه الأدلة للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، ليريهم أنه مهدد وبشدة في الشرق الأوسط من قبل الدول الإسلامية والعربية، وأنه لا بقاء له إلا بدعم غير محدود من هذه الدول. والولايات المتحدة لا تستطيع أن ترفض طلبًا للكيان، الذي هو ابنها الشرعي، والذي يقبع في حضانة الشرق الأوسط حتى يشتد عوده ويصبح الكيان المهيمن على المنطقة، لتعزيز تموضع الغرب في الشرق الأوسط والاستمتاع بثرواته النفطية وغيرها من الثروات.
لكن العقول الإيرانية والموالين لها من العرب لا يرون بهذه الطريقة، فيصبح الإعلام الإيراني ومحور المقاومة وبالًا على إيران وحلفائها في المنطقة، ويجعلها الهدف الرئيسي للكيان والدول الغربية.
إيران وحلفاؤها يبيعون للعالم الإسلامي خطابات محشوة بالكذب الفاحش، لكنها مغلّفة بآيات قرآنية وشعارات تحرير فلسطين ونصرة غزة، وفي طريق القدس، لا حبًا فيها، بل لتجنيد وحشد وكسب تعاطف إسلامي لتحقيق ما يريده، وهو الهيمنة على الشرق الأوسط، وكما يقولون: إعادة بناء إمبراطورية فارس التي حطمتها الجيوش الإسلامية. إيران ???????? تكن الكراهية للإسلام والعرب لأنهم دمّروا إمبراطوريتهم، يريدون الانتقام، بالمختصر الواضح.
إيران وحلفاؤها يعملون بمقولة كارل ماركس: (الدين أفيون الشعوب)، فيصبحون بمثابة المحرر بالنسبة لبعض الشعوب المغلوبة، التي لا تعقل شيئًا مما يدور خلف الستار من كواليس، لو كُشف الستار لشعر المتشدد مع إيران بالغثيان، لأنه قد خُدع وكان يعيش في غياهب العزلة عن الحقيقة.
ومن هذا، يصبح الإعلام الإيراني وبالًا على إيران، ومشاركًا في دمارها ودمار حلفائها.