عدن عروسٌ عمياء تكحلت بالظلام حتى أعماها اغتال الليل جمالها، ومحا السواد ملامحها البريئة. وردة جميلة في وسط بحيرة زرقاء.
قبل أن أبدا ساسرد لكي بعض ما يجري المشردين الذين استقبلتيهم بالأمس بحنان أم يريدون اليوم أن يزرعوا فتنة بينكِ وبين أبنائكِ يحاول أن تكوني لهم لكن هيات وابنائكِ لازال الدم يجري في شرايينهم.
المدينة التي أشقاها جمالها، عدن منذ القدم والعيون ترمقها شزرًا. كأنها جوهرة نادرة تتصارع عليها الممالك والإمبراطوريات والعصابات والفتاك لكنها لم تستقر على تاج من تيجان الملوك ولا الأباطرة فضلت أن تعيش تعيسة حرة على أن تكون مغتصبة يدوس على ترابها غازي متحل.
كاد أن ينفجر بركانها العظيم حين داست ترابها الملكة الإنجليزية ( ) دائمًا وأبدًا حرة لا تخضع أبدًا، إنها المُهرة الجامحة التي لاتتروض لغاصب غازي ومحتل. بحارها تتنفس الحرية وتطرد الاكسجين جبالها شامخة تناطح السحاب.
مالي أراكِ اليوم حزينة، أمواج البحر تدغدغ الشواطئ علكِ تضحكين، تعلو الرياح باوراق الشجر وتذروها عليك كأنها قصاصات ورق ملون في حفل ميلادكِ ... يا إلهي كم وددت أن أستعين بأحد مردةِ سليمان ليحملكِ بعيد إلى أعماق المحيط بعيد عن المفسدين.
سيهلكُ الفساد وأهله وستشرق الشمس لتقبلكِ قبلة الخلود السرمدية وتحتضني أبنائكي الأبرار. وسيعود كل مشرد إلى وطنه ولن تحتظني غير أبنائكي الحقيقيين