بقلم/ د. عبده البحش
قبل ايام قليلة قررت الحكومة الالمانية ادراج حزب الله اللبناني في قائمة المنظمات الارهابية، صحيح انها خطوة متأخرة جدا، ولكن ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي كما يقول المثل العربي الشهير. القرار الالماني ليس الاول على المستوى الاوربي فقد سبق واعلنت المملكة المتحدة قرارا يقضي بادراج حزب الله اللبناني في قائمة المنظمات الارهابية، باريس ايضا سبق لها وان ادرجت الحزب في قائمة المنظمات الارهابية. يبدو ان المخابرات الاوروبية حصلت على معلومات سرية خطيرة تتعلق بمخططات حزب الله ونشاطاته الارهابية خصوصا في ظل المواجهة المتصاعدة مع ايران المتعنتة.
الغريب في الامر ان الغرب بدأ يدرك جيدا خطورة حزب الله كمنظمة ارهابية اقليمية وربما دولية، لكن الغرب يتعمى عن اخوات حزب الله مثل الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، كونهم في حقيقة الامر كلهم ارهابيين، لكن الغرب ينتهج سياسة انتهازية في تعامله مع المنظمات الارهابية وخاصة الشيعية منها. نجد الغرب في العقدين الاخيرين الماضيين تعامل بصرامة مع المنظمات الارهابية السنية لكنه استثمر تلك المنظمات في مخططاته التي ادت الى تدمير مسار الدولة القومية في كثير من بلدان الشرق الاوسط مثل اليمن وليبيا والعراق ولبنان وسوريا.
استخدم الغرب طائراته المسيرة لقتل القيادات الارهابية السنية من القاعدة وداعش والنصرة، لكنه لم يستخدم الطائرات المسيرة لقتل قيادات في حزب الله اللبناني او قيادات في المليشيات الحوثية الايرانية في اليمن، بل على العكس من ذلك ساند الطيران الامريكي عناصر المليشيات الحوثية في كثير من المعارك مثلما حصل في قيفة والمناسح وال حميقان والبيضاء ويكلا ومارب والجوف، حيث كان الطيران الامريكي يصفي من الجو وعناصر المليشيات الحوثية تتقدم وتمشط على الارض. واشنطن هي الاخرى ادرجت حزب الله اللبناني في قائمة المنظمات الارهابية لكنها لم تفعل ذلك مع الحوثيين مع ان كلاهما ارهابيين وربما يكون الحوثيين اكثر ارهابا وعنفا واجراما ودموية من شقيقهم حزب الله.
السياسة الانتهازية الغربية في التعامل مع المنظمات الارهابية تثير سؤوالا كبيرا يتعلق بمدى جدية الغرب في تعاطيه مع المنظمات الارهابية الشيعية، اذ انه من المنطقي ان يسري على كان ما يسري على اخواتها وهي قاعدة لغوية معروفة ولها مثيلاتها في اللغات الاخرى، فلماذا يتم ادراج حزب الله اللبناني الشيعي في قائمة المنظمات الارهابية ويتم التغاضي عن ادراج الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق مع انهم بضاعة واحدة وماركة واحدة وصنف واحد من انتاج ايراني بنفس الجودة والتصميم والاستخدام، وهذا يعني ببساطة انهم كلهم ارهابيين. على الغرب ان يعيد النظر في سياساته الانتهازية ويدرج المنظمات الشيعية الارهابية في قائمة الارهاب العالمي ليكون العالم اكثر امنا وسلاما.